نتنياهو إلى واشنطن لتوقيع اتفاق التطبيع مع الإمارات.. والجدوى مرهونة ببقاء ترامب

رام الله – نورث برس

أقلع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاثنين، إلى واشنطن لتوقيع اتفاق التطبيع مع الإمارات، غداً الثلاثاء، على وقع تظاهرات اجتماعية غاضبة ضده في المطار.

وتظاهر البارحة مئات الأشخاص المناوئين لنتنياهو في محيط مطار بن غوريون الدولي قبيل سفره إلى البيت الأبيض.

وسدَّ المتظاهرون المدخلَ الشرقي للمطار ومدخل الصناعات الجوية من طريق أربعين أمام حركة السير.

وحملوا لافتات كُتِبَ على بعضها “نتنياهو كاذب ولن نتنازل حتى تستقيل.”

وعنونت صحيفة “إسرائيل اليوم”، الاثنين، صدر صفحتها الأولى بـ”كل شيءٍ جاهز في
واشنطن لتوقيع اتفاقات التطبيع.”

ونقلت الصحيفة عن رئيس جهاز الموساد، يوسي كوهين، قوله “إن كثيراً من الأشخاص عملوا على قصة التطبيع، ولفترات زمنية طويلة.”

وأعرب كوهين عن أمله بأن تكون هناك اتفاقات تطبيع مع دول عربية أخرى.

بدورها، ذكرت صحيفة معاريف أن العلاقات مع البحرين لم تبدأ أمس لكنها رأت “النور” اليوم، في إشارةٍ لسنوات طويلة من العلاقات السرية قبل تحوّلها إلى العلن.

من جهته، قال جو معكرون، وهو باحث سياسي مقيم في واشنطن، لنورث برس، إن ما سيجري في واشنطن، الثلاثاء، هو تطبيق للاستراتيجية الأميركية التي تأخرت.

ورأى “معكرون” أن عمليات التطبيع شكّلت “اختراقاً” لإسرائيل في إحداث تحوّلات في المنطقة لصالحها.

لكنه قال إن أهمية التطبيع بالنسبة لإسرائيل سينحصر في إطار التعاون الاقتصادي والأمني للعلاقات مع الدول التي طبّعت معها مؤخراً، “دون أي تأثير استراتيجي وعملياتي على المنطقة وشكلها.”

وبالتالي، يعتقد “معكرون” أن التطبيع لن يُحدِث تغييراً كبيراً على ما يحدث الآن، ولا
يرى تحولات كبيرة في المنطقة.

وقال إنه “سنشهد مزيداً من الانقسامات في المنطقة وسيزداد التأثير الإيراني في مناطق دون أخرى.”

وأرجع “معكرون” عدم إحداث أي تغيّر كبير في المنطقة جراء التطبيع الإماراتي والبحريني مع إسرائيل لعاملين.

ويتمثل العامل الأول برأيه في أن هاتين الدولتين الخليجيتين ليس لهما “الثقل” الكبير في الاستقطابات الحاصلة بالمنطقة، بينما قررت السعودية ذات الثقل السني “التريّث” في الذهاب إلى التطبيع.

وأما العامل الثاني الذي يحسم مدى تأثير التطبيع في المنطقة، بحسب “معكرون”، فيتوقف على نجاح دونالد ترامب بولاية رئاسية ثانية.

وأشار إلى أنه إذا فاز بالانتخابات الرئاسية المقبلة، “يمكن أن يبنى على عمليات التطبيع وقائع في صياغة شرق أوسط جديد، ودون ذلك لن يحدث جديدٌ في المنطقة.”

وبالنسبة للقيادة الفلسطينية، قال “معكرون” إنها أمام “مأزق كبير” في ظل خسارتها العمق العربي.

وأشار إلى ضرورة إنتاج قيادة جديدة قادرة على “الدينامية” في التعامل مع الخارج وأيضاً الرأي العام الفلسطيني.

وقال إنه يجب أن تحقق تلك القيادة المصالحة الداخلية وتوحيد الصوت الفلسطيني أمام العالم، “بحيث لا تتحدّث الضفة الغربية بنغمة معينة، وقطاع غزة بنغمة ثانية.”

إعداد: أحمد اسماعيل – تحرير: معاذ الحمد