سريان بلدة بريف قامشلي يحافظون على لغتهم بدعم من الكنيسة ومؤسسات ثقافية

قامشلي – نورث برس

يذكر يوسف إيليا، وهو سرياني من سكان مدينة تربسبي (القحطانية)، /30/ كم شرق قامشلي، أن أفراد عائلته لم يتخلوا عن الحديث بلغتهم السريانية من القدم.

ويضيف أن الكنيسة والمدرسة أيضاً تلعبان دوراً بارزاً في نشر اللغة الفصيحة بين أبناء السريان وتعليمهم القراءة والكتابة بلغتهم.

وتقوم الكنيسة السريانية بدورها في الحفاظ على هذه اللغة من خلال الطقوس الدينية التي تقام بها، والمدارس الصيفية والخاصة التي يتم تعليم اللغة السريانية فيها.

بينما يعمل معلمون تدربوا في مؤسسة ثقافية سريانية على تدريسها في المدارس.

“اللغة المحكية”

وينتمي “إيليا” لعائلة انتقلت مع عائلات سريانية أخرى من تركيا وعاشت واستقرت في المدينة منذ أكثر من \80\ عاماً.

ويتميز سريان مدينة تربسبي بمحافظتهم على التحدث بلغتهم رغم الظروف المختلفة التي واجهوها منذ تعرضهم لمجازر “السيفو” على يد العثمانيين.

يقول “إيليا”، لنورث برس، إن محافظة أفراد العائلات السريانية هنا على لغتهم يعود إلى استمرار تحدثهم باللغة المحكية.

لكنه لا ينسى دور الكنيسة والمدرسة البارز في تعليم السريانية الفصحى في المدينة.

وتحوي تربسبي، التي كانت تعرف أيضاً باسم “قبور البيض”، على كنيسة واحدة، هي كنيسة السيدة العذراء، وهي تابعة لطائفة السريان الأرثوذكس.

ونتيجة الهجرة التي عصفت بالبلاد إبان الحرب السورية، انخفض عدد العائلات السريانية في تربسبي من \315\ إلى \165\ عائلة، بحسب المجلس الملي للسريان الأرثوذكس في المدينة.

اللغة “الطقسية

وقال صليبا بهنو، وهو عضو المجلس الملي للسريان الأرثوذكس في المدينة، إن العائلات السريانية حافظت على لغتها بدعم من الكنيسة التي تعلمها حتى يومنا هذا.

وتخصص المدارس والنشاطات الخاصة التابعة للكنيسة، مادة لغة سريانية “طقسية” تٌدرس للطلاب في كل المراحل الدراسية.

وأضاف “بهنو”، لنورث برس، إن المدارس السريانية لا تزال تدرس اللغة حتى اليوم، “واستطاعت تخريج عدد من معلمي اللغة السريانية”.

وأثرت هجرة معلمين للغة السريانية إلى تلكؤ في تعليمها بالمدينة بين عامي 2013 و2015.

 ولكن مع صدور قرار من الإدارة الذاتية عام \2013\ بإعطاء حصص لتدريس لغات مكونات المنطقة في المدارس، بدأ تدريب معلمي اللغة السريانية في مقر الجمعية الثقافية السريانية.

مناهج دراسية

 وقالت منى شمعون، وهي معلمة لغة سريانية، إن “كاهن كنيسة السيدة العذراء وإحدى المعلمات القديمات أشرفا على برنامج تدريب المعلمين في البداية”.

وأضافت: “درّسنا السريانية للطلاب السريان ولأبناء المكونات الأخرى أيضاً بعد تدريب في الجمعية الثقافية السريانية، إلى أن تأسست مؤسسة أولف تاو”.

و”أولف تاو” هي مؤسسة تعمل على تدريب وتخريج معلمي اللغة السريانية وإعداد مناهج خاصة باللغة السريانية.

وتُعطى مادتا القراءة والموسيقى باللغة السريانية من الصف الأول إلى المرحلة الإعدادية في كل المدارس التابعة للإدارة الذاتية في البلدة، بحسب فايا أرديش، مسؤولة مؤسسة أولف تاو في القحطانية.

كما يتم تدريس المادتين نفسهما باللغة السريانية للصفين الأول والثاني في المدرسة الخاصة التابعة للكنيسة بمعدل خمس حصص في الأسبوع.

وتوفر مدرسة الأمل الخاصة في تربسبي التعليم لـ \125\ طالب وطالبة من أبناء العائلات السريانية.

وتعمل “أولف تاو”، حالياً، على زيادة عدد المعلمين المخصصين للغة السريانية في المدرسة الخاصة وجعلهم أربعة عوضاً عن اثنين، وإعداد منهاج للصفين الثالث والرابع.

إعداد: ريم شمعون – تحرير: حكيم أحمد