سكان في مناطق سيطرة الحكومة بريف الرقة يتجنبون التنقل ليلاً عبر الطرق الصحراوية

الرقة – نورث برس

يتخوف سكانٌ في مناطق سيطرة الحكومة السورية بأرياف الرقة، شمالي سوريا، من التنقل بعد غروب الشمس لعدم توفر الأمان في المنطقة التي تشهد انتشار مجموعات مسلّحة مجهولة تنفذ جرائم خطف وسلب.

ويشير بعض من تعرضوا لتلك الحوادث إلى أن المسلّحين ربما يكونون من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في حين عبّر آخرون عن استيائهم من عدم تدخل حواجز القوات الحكومية رغم تواجدها في المنطقة ذاتها.

وقال أحمد الخلف (47 عاماً)،وهو سائق سيارة أجرة في مدينة السبخة، جنوب شرق الرقة، إن الطريق من السبخة باتجاه الريف الغربي يخيفه، وخصوصاً عند اقتراب غياب الشمس.

وذكر أنه تعرض للسلب لعدة مرات متتالية وبأوقات مختلفة على ذلك الطريق الصحراوي، خسر في آخرها أكثر من خمسة ملايين ليرة سورية، على حدِّ قوله.

وأضاف “الخلف” أنه قرر مؤخراً عدم السفر في تلك المنطقة إلا في أوقات الصباح ودون التوقف لأي شخص على الطريق.

ولفت إلى أن المنطقة التي يتعرض فيها الناس “للتشليح” لا تبعد عن نقطة تمركز القوات الحكومية سوى كيلومتر واحد.

وتساءل: “كيف لا تلتفت الحواجز لهذه المجموعات؟”

وكانت القوات الحكومة السورية قد سيطرت على بعض القرى بريفي الرقة الشرقي والغربي في بدايات العام 2017.

ورغم عودة بعض السكان إلى منازلهم عقب خروج تنظيم “داعش” من المنطقة، إلا أن نسبة أولئك العائدين لم تزداد بعد ذلك.

وحتى بعد مرور ثلاث سنوات، لا يزال سكان أرياف الرقة خائفين من السفر عبر الطرق الصحراوية التي تصل الريف الشرقي بالريف الغربي.

وقال أحمد عبد الحصين (35 عاماً)، من سكان ريف الرقة، إنه تعرض لحادثة سطو وسُرقت سيارته حين مرَّ من الطريق الصحراوي المتجه لناحية السبخة.

وأضاف أن الحادثة وقعت حوالي السابعة مساء بالقرب من حاجز الفرقة الرابعة الذي يقع قبل الدخول ولم يستطيع الحاجز الهجوم على تلك المجموعة.

ولفت “عبد الحصين” إلى أن تعامل عناصر المجموعة التي هاجمته “كان يشبه تعامل داعش مع السكان أثناء سيطرتهم على المنطقة، كانوا يلبسون اللباس ذاته ولم يكونوا سوريين.”

لكن خلف التركي (58 عاماً)، والذي يمتلك خمس شاحنات لنقل المواد النفطية، قال إن سائقيه يضطرون أحياناً للعودة في ساعات الليل المتأخرة.

وأضاف أن إحدى شاحناته تعرضت للحرق على الطريق في شباط/فبراير الماضي، ما جعله يطلب من السائقين البقاء في مناطق الإدارة الذاتية عند عودتهم في وقت متأخر من الليل.

وكان مربو أغنام ينتشرون في تلك المناطق الصحراوية على مدى عقود سابقة، إلا أن عدم توفر الأمان دفعهم للبقاء بالقرب من المدن والبلدات الرئيسة في المنطقة.

إعداد: علي الاغا – تحرير: حكيم أحمد