قرية في الرقة بلا مياه و”معزولة” في الشتاء بسبب اهتراء طريقها
الرقة – نورث برس
يضطر عبد الله العبد (45عاماً)، وهو من سكان قرية رويان بريف الرقة الشمالي، منذ تسع سنوات، لشراء المياه من الصهاريج الخاصة بسبب انقطاع المياه كلياً عن قريته منذ ذلك الحين.
وانقطعت المياه عن قسمي رويان شرقي ومشرفة رويان منذ العام 2011، ما دفع أكثر من /30/ عائلة للانتقال إلى قسم رويان غربي الواقع في منطقة زراعية تحيط بها قنوات الري، بحسب سكان.
وتنقسم قرية رويان إلى ثلاثة أقسام (مشرفة رويان، ورويان شرقي، ورويان غربي)، بتعداد سكاني يبلغ أكثر من /250/ عائلة، بحسب مجلس القرية.
“صهريج وحيد”
يقول “العبد” إن صهريجاً واحداً فقط يزود قريته بمياه الشرب، حيث يباع البرميل الواحد من المياه بـ /250/ ليرة سورية.
وبحسب مجلس قرية رويان (الكومين) فإن السكان رفعوا عشرات الشكاوى لبلدية تشرين ومكتب المياه التابع للجنة الإدارة المحلية والبلديات في مجلس الرقة المدني لحل مشكلة المياه، “ولكن دون جدوى”.
وتزداد معاناة سكان المنازل التي تنقطع المياه عنها مع قدوم كل صيف، إذ يحتاجون لاستهلاك كميات من المياه التي يشكل شراؤها عبئاً إضافياً مع ارتفاع أسعار كافة المواد الأساسية وتدهور الوضع المعيشي.
ويضطر سكان مشرفة رويان ورويان شرقي للانتظار أكثر من ثلاثة أو أربعة أيام حتى يصلهم الدور لتعبئة خزاناتهم، لامتناع أصحاب الصهاريج الأخرى عن نقل المياه للقرية، بسبب سوء طريق القرية.
“طريق غير صالحة”
ومع اهتراء الطريق الواصل بينها وبين القرى الأخرى، يعاني سكان “رويان” لإقناع أصحاب سيارات النقل ودفع مبالغ إضافية حتى يتمكنوا من إيصال موادهم الأساسية إلى القرية.
ولفت عبد الله العبد إلى أن ثمن أسطوانة الغاز يبلغ /2800/ ليرة عند تعبئتها، ولكن سكان رويان يضطرون لدفع /3200/ ليرة بسبب امتناع معظم أصحاب الشاحنات عن التوجه إلى القرية.
ويصف عبد الله الحسين(32عاماً)، والذي انتقل من مشرفة رويان إلى مزرعة تشرين بريف الرقة الشمالي، وضع قريته الخدمي بالسيء جداً، ” قريتنا معزولة عن القرى المحيطة بها بسبب سوء الطريق المؤدي إليها.”
وكان عدد سكان القرية قبل انقطاع المياه عن مشرفة رويان يبلغ /40/ عائلة، “بينما لم يبق حالياً سوى /20/ منها.”
وأضاف “الحسين” أن طريق مشرفة رويان ورويان شرقي ينقطع في فصل الشتاء بشكل شبه تام، “بسبب الوديان ووعورة الطريق الذي يحتوي على عبارات مياه مجهزة بجسور قديمة لا تتحمل ضغط مياه الأمطار”.
“تجاوزات”
وقال حسين العرودة، الرئيس المشارك لبلدية تشرين، إن قطر خط مياه الشرب الواصل إلى قرية رويان يبلغ /90/ ملم.
وأضاف أن سبب الانقطاع هو ” التجاوزات في القرى قبلها، حيث تم تسجيل عشرات السرقات.”
وبحسب “العرودة” فإن أعمال الحفر والاستجرار غير القانوني من الخط حصلت أثناء سيطرة الفصائل وتنظيم الدولة الإسلامية على المنطقة.
وتعتزم بلدية تشرين، بالتنسيق مع محطة مياه الزاهرة /10/ كم شمال الرقة، إعادة حفر خط مياه الشرب من جديد “وإزالة جميع التجاوزات ومخالفة المتعدين على خط المياه”.
كما وضعت البلدية دراسة لإعادة تأهيل الطريق قبل نهاية العام الجاري، بحسب “العرودة” الذي أعاد سبب تأخر التنفيذ إلى حجم الدمار الذي طال البنى التحتية في مدينة الرقة وريفها.
ومطلع هذا الشهر قال أحمد الخضر، الرئيس المشارك للجنة الإدارة المحلية والبلديات في الرقة، في مؤتمر صحفي، إنه تم تحديد مليون و/250/ ألف دولار، لمشاريع الربع الثالث من العام الجاري.
وأشار “الخضر”، إلى أن المبلغ المحدد سيكون لإعادة تأهيل البنية التحتية وتنفيذ مشاريع خدمية في مدينة الرقة وريفها.