“بيت الجزيرة”.. برنامج ثقافي لتعزيز الانفتاح والعيش المشترك بين مكونات المنطقة

حسكة – نورث برس

في غرفة صغيرة تحوي أزياءً فلكلورية خاصة بمكونات منطقة الجزيرة، يجتمع شباب من مكونات مدينة حسكة، شمال شرقي سوريا، للحديث عن التنوع الثقافي وتاريخ مكونات المنطقة.

ويأتي هذا الاجتماع ضمن فعاليات مشروع توعوي أطلقته منظمة “GAV” (خطوة)، وهي منظمة غير حكومية، مع مجموعة شبان من مختلف شرائح المجتمع في نهاية آب/ أغسطس الفائت تحت اسم “بيت الجزيرة”.

وتضم مدينة حسكة مكونات مختلفة من الكرد والعرب والسريان الآشوريين والأرمن تعايشت منذ القدم، وابتعدت عن النزاعات حتى في سنوات الحرب، بحسب ناشطين من المدينة.

وقالت شيندا عابي، وهي منسقة كردية في برنامج المنظمة، إن مشروع “بيت الجزيرة” يهدف إلى تعزيز التواصل بين مكونات المنطقة جميعها.

وقالت أيضاً إن ذلك يجري “من خلال الانفتاح على تاريخ وحضارة كل مكون على حدة، وتعزيز الثقافات المختلفة لترسيخ العيش المشترك والسلم الأهلي.”

وأضافت المنسقة في “بيت الجزيرة” أنهم عقدوا في الأسبوع الأول “جلسات حوارية بين شباب وبنات من الكرد والعرب والسريان والآشور عن ثقافات هذه المكونات”.

وأظهر كل مكون مشارك في البرنامج تراثه وثقافته من خلال القطع الأثرية والأزياء الفلكلورية الخاصة إضافةً لأدوات وتحف تراثية معلّقة على الجدران تحاكي تاريخ شعوب المنطقة، لتكون خطوة نحو التعرف على الآخر.

ويشارك في البرنامج التوعوي ثلاثة منسقين من منظمة “GAV”، وعشرة متطوعين من مختلف مكونات الجزيرة السورية، وهم من فئة الشباب تتراوح أعمارهم بين /18-30/ عاماً.

وانطلق البرنامج في الـ/30/ من آب /أغسطس الفائت، عبر جلسة تعريفية عن المشروع، تلاها “منتدى الكتاب” الذي قام من خلاله المتطوعون بقراءة ومناقشة كتب ثقافية متنوعة.

وتقول “عابي”، رغم أن مكونات المنطقة تعيش مع بعضها منذ عقود طويلة، “إلا أن هناك الكثير من الحقائق عن تاريخ وحضارة كل مكون لم تظهر للآخرين ولا بد من توضيحها”.

وترى أن المشاركين المجتمعين تحت سقف واحد “أعجبوا جداً” بفكرة برنامج “بيت الجزيرة”، وتعرفوا على جوانب عن ثقافات المنطقة وتاريخ مكوناتها كانوا يجهلونها سابقاً.

وتركز “GAV” إلى جانب العشرات من المنظمات المحلية في حسكة، وباقي مدن شمال شرقي سوريا، على جهود الإغاثة والتنمية وموضوع التعايش، بالإضافة إلى تأهيل القدرات.

وقالت أوركينا صومي، وهي منسقة المكون السرياني الآشوري في البرنامج التوعوي، إن مشاركة السريان الآشور في هذه النشاطات ضروري باعتباره أحد أهم المكونات المتواجدة في منطقة الجزيرة.

وأضافت، لـ”نورث برس”، أنه “لا بد من التعرف على التفاصيل التي تخص كل مكون، لتعزيز سبل العيش المشترك والسلم الأهلي وتنمية ثقافة تقبل الآخر”.

ويستمر برنامج “بيت الجزيرة” حتى نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر القادم، ويتضمن نشاطات غنائية وثقافية من ألبسة وأثاث وقطع فنية عن كافة المكونات.

كما سيقام في ختام البرنامج حوار سياسي وثقافي واجتماعي بين المشاركين، بحسب القائمين على البرنامج الذي تديره منظمة “GAV” في الجزيرة السورية.

وقال أسامة الأحمد (27 عاماً)، وهو شاب عربي من سكان حسكة، إنه شارك في برنامج “بيت الجزيرة” بهدف معرفة أصدقاء جدد من مكونات أخرى والتعرف على جوانب لم تشملها عموميات المعلومات عن ثقافات الجزيرة.

وقال أيضاً إنه من خلال الجلسات التي يحضرها، تعرف على أمور لم يكن يعلمها عن تاريخ الكرد والسريان وعاداتهم وثقافاتهم.

وأضاف: “تعرفت على الألبسة الشعبية الكردية والسريانية، والتنوع الغنائي والعادات التي ترافق حفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية والدينية الخاصة بهم”.

إعداد: ريم شمعون – تحرير: عكيد مشمش