قامشلي – نورث برس
أشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الجمعة، باتّفاق التطبيع “التاريخي” بين البحرين وإسرائيل، في حين استبعد اليمن تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل إعادة حقوق الفلسطينيين.
وقال السيسي، إنها خطوة “ستتيح إيجاد تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.”
لكن وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي، شدد على وقوف اليمن إلى جانب فلسطين، واستبعدَ التطبيع مع إسرائيل قبل إعادة حقوق الفلسطينيين.
وقال الحضرمي: “لا تطبيع إلا بإعادة الحقوق لأهلها وفقا لمبادرة السلام العربية.”
بدورها، شددت الخارجية الأردنية، على أن “زوال الاحتلال” الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وفق حلّ الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة.
واعتبر وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أنّ أثر اتفاق البحرين وإسرائيل “يعتمد على ما ستقوم به الأخيرة.”
وأرجع خبراء، السبب الرئيسي للتقارب بين إسرائيل ودول الخليج والذي بدأ منذ فترة، إلى “العداء المشترك لإيران.”
واستبعد الخبراء، بحسب فرانس برس، أن تكون المنامة أقدمت على هذه الخطوة دون موافقة من المملكة العربية السعودية، “حليفتها الوثيقة التي يفصلها عنها جسر بحري.”
ويأتي هذا في حين جدد ترامب تفاؤله بالنسبة إلى تطوّر العلاقات مع الفلسطينيين.
وقال “سيكونون في موقع جيد جداً.”
وأضاف: “سيودّون الانضمام (إلى المحادثات) لأنّ أصدقاءهم سيكونون فيها.”
لكنّ كلّاً من السلطة الفلسطينية وحركة حماس سارعا إلى إدانة الاتفاق.
وقال وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني، أحمد مجدلاني، لفرانس برس، إنّ الاتّفاق “يشكّل طعنةً جديدةً في خاصرة القضية الفلسطينية وطعنة في ظهر الشعب.”
وندّدت حماس بما وصفته “عدواناً” و”إضراراً بالغاً” بالقضية الفلسطينية.
وكان ملك البحرين قد جدّد خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إلى المنامة نهاية آب/ أغسطس، دعم دولته لإقامة دولة فلسطينية.
ورأى مراقبون حينها أن الموقف بدا في حينه أنّه يستبعد دعوة واشنطن إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل في “أمدٍ منظور.”
إعلان الاتفاق
وأمس الجمعة، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن اتّفاق لتطبيع العلاقات بين البحرين وإسرائيل.
ويأتي اتفاق التطبيع الجديد، بعد شهر على اتّفاق مماثل بين الإمارات وإسرائيل.
وكان ترامب أوّل من أعلن الاتّفاق عبر تغريدة كتب فيها أنّ البحرين وإسرائيل توصّلتا إلى “اتّفاق سلام.”
وقال ترامب في تصريحٍ من البيت الأبيض “إنّه فعلاً يوم تاريخي.”
وأضاف: “تحصل أمور في الشرق الأوسط لم يكن أحد يتوقّع حصولها.”
ويُعدُّ تطبيع العلاقات بين إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، هدفاً رئيساً ضمن الاستراتيجيّة الإقليميّة لترامب من أجل احتواء إيران، “العدو” الأبرز لأميركا وإسرائيل.
وقال الرئيس الأميركي: “كلّما طبّعت دول أخرى علاقاتها مع إسرائيل، فإنّ ما سيحصل، هو أنّ المنطقة ستصير أكثر استقراراً، أكثر أمناً وازدهاراً.”
وأشار ترامب إلى أنّ إسرائيل والبحرين ستُقيمان علاقات دبلوماسيّة وتجاريّة كاملة.
وفي الوقت نفسه، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يعلن أيضاً اتفاق التطبيع نفسه من القدس.
وقال نتنياهو: “استلزمنا /26/ عاماً للانتقال من اتّفاق سلام ثان إلى اتفاق سلام ثالث، لكن فقط /29/ يوماً استغرقنا للتوصل إلى اتفاق سلام رابع مع دولة عربية.”
وبذلك تكون البحرين رابع دولة، بعد الإمارات، والأردن في عام 1994 ومصر في عام 1979، تُقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
واعتبر مستشار العاهل البحريني للشؤون الدبلوماسية ووزير الخارجية السابق، الشيخ خالد آل خليفة، أن اتفاق تطبيع علاقات بلاده مع إسرائيل “يصبُّ في مصلحة أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها.”
وبحسب بيان ثلاثي صدَرَ عن الولايات المتحدة وإسرائيل والبحرين، فإنه الأخيرتين ستوقعان “إعلان السلام” خلال مراسم توقيع الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل في البيت الأبيض في الـ/15/ من أيلول/سبتمبر الحالي.
وجاء في البيان أنّ الرئيس الأميركي أجرى اتّصالاً بالعاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي “اتفقوا خلاله على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل والبحرين.”
وقال البيان إنّ هذه الخطوة “تاريخية تجاه تحقيق السلام في الشرق الأوسط، ومن شأنها أن تدعم الاستقرار والأمن والازدهار في المنطقة.”