“تضييق إهانات وتحرش”.. سكان من عفرين يروون كيف تحاول فصائل المعارضة تهجيرهم
عفرين – نورث برس
لم ينجُ الستيني “أبو عدنان” المقيم في منزله وسط مدينة عفرين مع زوجته، من “سخرية واستهزاء” عناصر فصائل مسلحة نصبوا حاجزاً قريبا من منزله.
ويقول لنورث برس: “لا أحد ينجو منهم صغيراً كان أم كبيراً، رجلاً أو امرأةً وكل ذلك لإخلاء المنطقة من سكانها والاستيلاء على أملاكهم.”
وأضاف “باقٍ في مدينتي رغم كل ما يحاك ضدنا، ولن يدوم حقٌ يسعى له مطالبٌ، ولن تدوم نعمة لجشعٍ احتلّ أرضاً وهجّر أهلها والتاريخ يشهد.”
وعدا الانتهاكات والجرائم التي وثقتها تقارير حقوقية، كثرت مؤخراً في عفرين شمال غربي سوريا، حوادث تعرّض المدنيين من كبار السن للمضايقات من قبل المسلحين.
وتخضع عفرين لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة بعد اجتياحها في آذار/مارس 2018، وهو ما تسبب بتهجير أكثر من /300/ ألف شخص من سكانها الأصليين.
وذكرت لجنة التحقيق الدولية المعنية بسوريا في الأمم المتحدة مطلع العام الجاري، أن النساء والفتيات الكرديات في عفرين يعانين من تقييد تحركاتهن ويتعرضنَ لمضايقات عدة.
ولا يبدو الحال مختلفاً بالنسبة لراتب الصالح (51 عاماً)، إذ يشعر لدى مروره من الحواجز العسكرية في المدينة بالتوتر خشية تعرضه لاعتداء لم يكن في الحسبان.
وقال لنورث برس: “المنطقة تحولت إلى بؤرة فساد ورزيلة لعناصر مجرّدين من الأخلاق إلى حدّ لا يوصف.”
وأضاف: “الفصائل تحاول من خلال أجهزتها الاعلامية تلميع صورتها أمام المجتمع الدولي بدعمٍ من تركيا غير أن الحقيقة تخالف ما يقدمه إعلامها.”
ويرى أن العامل الرئيس في غطرسة هؤلاء المسلحين هو تركيا التي “تكنّ بغضاً وكراهية” لسكان المنطقة الأصليين، ما يدفعها لتجاهل ممارساتهم المتكررة.
وتابع: “هذه التصرفات المتكررة أثارت استياءً لدى سكان المنطقة الأمر الذي يدفعهم إلى ترك منازلهم والفرار بأطفالهم إلى خارج المدينة.”
وتقول دراسة تحت عنوان “عفرين بعد السيطرة التركية: تحوّلاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ” أن تركيا فرضت تغييراً ديمغرافياً هادئاً عبر إحلال سكانٍ عربٍ جددٍ من المهجّرين والنازحين محلّ الأكراد المهجّرين.
وتضيف الدراسة، التي نشرها برنامج مسارات الشرق الأوسط في تموز /يوليو 2019، أن تركيا تحكّمت بالمجالس المحلية وعملية التغيير فيها، من خلال التمثيل غير العادل للمكوّنات العرقية والدينية في المنطقة
ودفعت مضايقات عناصر الفصائل سلوى ديكو (33 عاماً)، لترك منزلها ومغادرة مدينتها رغم أنها كانت ترفض بشدّة فكرة النزوح من عفرين بداية الاجتياح التركي.
وقالت لنورث برس: “الجيش التركي فتح المجال لتلك العصابات القذرة للعبث في المدينة وإذلال أهلها، لذلك أسرعت في الخروج خشية الندم على البقاء.”
وذكر تقرير صدر في أيلول/سبتمبر العامالماضي عن الأمم المتحدة، أن عناصر من المعارضة السورية يرتكبون جرائم حرب في مدينة عفرين من اختطافٍ وتعذيبٍ وابتزازٍ واغتيالٍ للمدنيين.