مصر تدعو الدول العربية للاتحاد “لردع” تركيا

اسطنبول ـ نورث برس

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس الأربعاء، إن بلاده “لن تقف مكتوفة الأيدي بوجه الأطماع التركية.”

وأشار شكري إلى أن تركيا تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار ليس في ليبيا وحسب بل في المنطقة بأسرها، داعياً الدول العربية للاتحاد “وردع النظام التركي.”

وجاء كلام شكري خلال مشاركته، أمس الأربعاء، في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، والذي عقد عن بعد عن طريق الأون لاين.

وقال شكري خلال الاجتماع إن “تركيا منخرطة وبشكل موثق في نقل المرتزقة والعناصر الإرهابية من الأراضي السورية إلى ليبيا، في مسعى لاستنساخ أوضاع أنشأها التدخل التركي في سوريا على الساحة الليبية.”

وأضاف أن “تركيا تضرب بالمواثيق والأعراف الدولية عرض الحائط، سعياً وراء أمل زائف باستعادة ماض لم يحمل لمنطقتنا سوى عدم الاستقرار.”

وشدد على أن مصر “لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة أطماع تركيا التي تتبدى في العراق وسوريا وليبيا بشكل خاص.”

وقال وائل آغا أوغلو، وهو أكاديمي تركي مقيم في اسطنبول، لنورث برس، إن مصر تتبع سياسة “المكايدة” والضغط على تركيا “المنفتحة على الحوار والتفاوض”.

وأضاف “آغا أوغلو” أن “تركيا باتت اليوم حليفاً ولاعباً استراتيجياً في المنطقة ومن مصلحة أي طرف التحالف معها، “في حين أن مصر بهجومها واتهاماتها سوف تخسر الحليف التركي.”

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري، وصف التدخلات التركية الخارجية بأنها “احتلال وتدخلات سافرة”.

وشدد على ضرورة انتهاج سياسة عربية “موحدة وحازمة” عبر مزيد من التنسيق بين دول المنطقة لردع النظام تركيا عن تدخلاتها العسكرية.

وفي هذا الصدد قال منير أديب، وهو باحث مصري متخصص في شؤون الحركات الإسلامية والتنظيمات المتطرفة والإرهاب لنورث برس، إن دعوة الوزير المصري ضد تركيا “أمر في غاية الأهمية”.

وقال إن أغلب الدول العربية ترى أن التحركات التركية هي تحركات “استعمارية” الهدف منها “عودة الإمبراطورية العثمانية من جديد واحتلال ما كانت تحتله هذه الإمبراطورية قبل /95/ عاماً من الآن.”

وأشار إلى أنه سبق وقال الرئيس أردوغان إن ليبيا هي “أمانة عثمانية” ويريد أن يستردها، “ويريد استرداد كل الدول العربية التي كانت تقع تحت سيطرة هذه الإمبراطورية الزائلة التي سقطت في العام 1924 بعد الحرب العالمية الثانية”.

ويعتقد “أديب” أن مصر أدركت ماهية سياسة الخارجية التركية، “لذلك هي تحذر الآن منها وتدعو إلى سياسة عربية موحدة لمواجهة الطمع والغرور التركي القائم على فكرة التوسع.”

واتفق مجلس الجامعة العربية في ختام الاجتماع، على رفض التدخل التركي في الشؤون العربية.

وشدد البيان الصادر عن الجامعة العربية، على عدم “شرعية” التواجد العسكري التركي في الدول العربية وضرورة سحب جميع قواتها دون قيد أو شرط.

في حين تحفظت كل من قطر وليبيا خلال الاجتماع على البند الخاص بالتدخل التركي.

تحرير: معاذ الحمد