مشروع لتبريد وحفظ المواد الغذائية في ديرك هو الأول من نوعه في المنطقة

ديرك – نورث برس

ينهمك محمد إسماعيل (32 عاماً)، في حساب فواتير المواد المُخزَّنة لديه، إذ يدير مشروعاً خاصاً به لتبريد وحفظ المواد الغذائية في مدينة ديرك (المالكية) شمالي سوريا.

ويقول صاحب شركة “كوجر للتبريد وتجارة الآيس كريم”، لـنورث برس، إن المشروع “يهدف إلى تأمين المواد الغذائية للسكان، ومنع التجار من احتكار تلك المواد عندما تنقص في الأسواق نتيجة إغلاق المعابر.”

تجربة جديدة

ويضيف “إسماعيل” أنه أسس شركته في العاصمة دمشق، حيث كانت تختصُّ بحفظ الموز، لكنه قرر نقل عمله إلى ديرك وتوسيعه فيها، لا سيما وأن المنطقة تفتقر إلى هذا النوع من المشاريع، بحسب قوله.

وتضمُّ الشركة حالياً تسع غرف متباينة المساحة، “من بينها سبع غرف لحفظ المواد الغذائية واثنتان لتجميد المثلجات واللحوم.”

وتتسع غرفة التبريد الواحدة لـ/250/ طناً من البطاطا، و/200/ طن من البصل، إضافة إلى /80/ طناً من التمر، بحسب “إسماعيل”.

وتستورد شركة “كوجر” معظم المواد الغذائية من إقليم كردستان العراق، إضافة إلى مدن دمشق وحلب والباب بريف حلب الشمالي.

وانتشرت قبل عامين حالات تسمم وأمراض بين سكان ديرك، بسبب دفعة كرز جُلبت من ريف حلب، وتعفنت بسبب درجات الحرارة المرتفعة.

ويقول “إسماعيل” إنه قرر بعد تلك الحادثة البدء بمشروعه لحفظ المواد الغذائية، وهو ما تم انجازه قبل عام.

مخزون للمنطقة”

وتتيح الشركة إمكانية تخزين المواد لمدة تتراوح بين أربعة وستة أشهر، وذلك حسب مدة صلاحية كل مادة.

ويقول “إسماعيل”، أيضاً، إنه وفي حال إغلاق المعابر والطرق التجارية، فإن لديهم مخزوناً يبلغ /2000/ طن من البطاطا والتمر “وهو مخزون يكفي المنطقة لعدة أشهر”.

الأسعار

وقال محمد أمين (50 عاما)، وهو صاحب محل لبيع الخضار في سوق ديرك، إن مشروع التبريد “استراتيجي لتغذية حاجات المنطقة” في حالات فقدان المواد الغذائية إذا ما أُغلِقت الطرق والمعابر.

لكنه يتمنى من القائمين على هذا المشروع “ألا يتحكموا بأسعار المواد عند انقطاعها.”

وأضاف “أمين” أن المنطقة بحاجة لمشاريع لتنمية الزراعة وتأمين حاجة الاستهلاك الداخلي، إضافة إلى معامل تساهم في تقدّم وتطوّر المنطقة، بحسب قوله.

وتقوم شركة “كوجر”، مؤخراً، بحفظ الألبان ضمن غرف تبريد خاصة لتبيعه بسعر خمس دولارات للطرد الواحد، بحسب صاحبها محمد إسماعيل.

ويعتبر صاحب الشركة هذا السعر “رخيصاً” إذا ما قورن بأسعار الألبان المستوردة من إقليم كردستان العراق والتي تباع بأكثر من ست دولارات، بحسب قوله.

من جانبه، يقول نزهان كافي (37 عاما)، وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية، إنه يملك برادين لحفظ المثلجات، ويبتاع جزءاً من المثلجات من معمل “كوجر”.

ويضيف “كافي” أن الطلب على الآيس كريم التي يشتريها من معمل “كوجر” أكثر من الطلب على تلك التي يشتريها من معامل أخرى، وذلك لأن “نوعيتها جيدة وأسعارها مقبولة.”

وأشار إلى أن سعر طرد الآيس كريم لدى معمل “كوجر” أقل بـ/500/ ليرة سورية عن سعر الطرد الذي يشتريه من معمل آخر.

وعن آلية توزيع المواد المخزَّنة، يقول صاحب المعمل، محمد إسماعيل، إن سياراتهم توزِّع المواد على “باعة المفرق” مباشرةً حتى لا ترتفع أسعارها “في حال أقدم التجار على ذلك.”

وتوزِّع شركة “كوجر” للتبريد موادها على مدن الجزيرة عموماً من ديرك إلى قامشلي وصولاً لحسكة.

ولا تخلو ظروف الشركة من المعوقات، إلا أن أبرز مشكلة تواجه العمل هو انقطاع التيار الكهربائي ما يضطرهم إلى تشغيل مولدة كهربائية لا تكفي استطاعتها لتغطية حاجة جميع الغرف، بحسب صاحب الشركة.

فرص عمل

وأشار صاحب الشركة، محمد إسماعيل، إلى أنهم يقدّمون فرص عمل لعشرات الشبان في المنطقة.

وقال إنهم على سبيل المثال يحتاجون لـ/30/ عاملاً “من أجل تفريغ برادين محمَّلين بالمواد الغذائية عند معبر سيمالكا.”

وأضاف أن هناك حاجة لنحو /40/ عاملاً لتفريغ ذات المواد في مبنى المعمل، ويتكرر ذات الأمر بالنسبة للبضائع التي يجري جلبها من الباب أو تصديرها إلى إقليم كردستان، حسب “إسماعيل”.

كما أن للشركة /15/ عاملا مثبتاً يعملون في توزيع البضائع على الباعة، إضافة إلى حارس المعمل وعائلته، وفق قوله.

بدوره، قال عايد جدعان (37 عاما)، وهو حارس المعمل، إنه يعمل هو وزوجته وأولاده في المعمل منذ بداية تأسيسه قبل نحو عام.

وأضاف “جدعان” أن هذا النوع من المشاريع “جيد جداً” كونها توفِّر فرص عمل.

وكانت الحكومة السورية تمنع أصحاب رؤوس الأموال من تأسيس شركات أو معامل في مناطق شمال شرقي سوريا، وهو ما كان سكان في المنطقة يرجعونه إلى أسباب سياسة-اقتصادية تتعمدها الحكومة خلال فترة سيطرتها على المنطقة لإفقار سكانها.

وشهدت منطقة ديرك خلال السنوات الخمسة الأخيرة افتتاح عدد من الشركات والمعامل الخاصة التي ساهمت في إنعاش الاقتصاد وتوفير فرص عمل للأيدي العاملة.

إعداد: سولنار محمد – تحرير: عكيد مشمش