مشاريع اقتصادية صغيرة في تل كوجر.. مساهمة بتخفيف الأعباء وتوفير فرص عمل
تل كوجر – نورث برس
يعمد سكان في بلدة تل كوجر (اليعربية) بريف ديرك (المالكية)، إلى إعالة أنفسهم عبر معامل ومشاريع صغيرة تسمح لهم بمواجهة ظروف الغلاء والأزمة الاقتصادية التي سببتها الحرب السورية.
ويرى مختصون في الاقتصاد، أن هذه الأعمال تُنشِّط عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ودعوا مؤسسات الإدارة الذاتية إلى دعمها وتطوريها.
وقال موفق الجلود (40 عاماً) صاحب معمل مواد بناء في تل كوجر على الحدود السورية-العراقية، إن معمله واحد من خمسة معامل في البلدة وإنه يعمل في هذا المشروع منذ ست سنوات.
وينتج المعمل من /٤٠٠/ إلى /٥٠٠/ قطعة بلوك يومياً، كما أنه يوفر فرص عمل لعشرة عمال يعيلون أسرهم، “بعضهم من خارج البلدة.”
ويتركز نشاط المعمل في فصل الصيف إذ تنشط حركة العمران خلال هذه الفترة من العام، في حين ينكمش الطلب على مواد البناء مع حلول الشتاء.
وقدّر نواف الخدعان، الرئيس المشارك لمجلس بلدة تل كوجر، عدد المشاريع الصغيرة بـ”العشرات”، دون تحديد رقم معين لعدم وجود إحصاء دقيق.
وتمتلك زبيدة الأحمد (43 عاماً)، وهي أرملة توفي زوجها قبل سنوات، مشغل خياطة صغير تعتاش منه هي وعائلتها.
وقالت لنورث برس، إنها اشترت ماكينة واحدة منذ أربع سنوات بعد أن باعت مصاغاً ذهبيةً كانت تملكه.
وأضافت أن عملها تطوَّر وهي اليوم تملك خمس ماكنات، تشغِّل عليها أربع عاملات، وقد بات مشغلها يدّر عليها “دخلاً جيداً.”
وكانت منظمة “كير/Care” المدنية الأمريكية التي كانت تتخذ من مدينة ديرك مقراً لها، تتبنّى مثل هذا النوع من المشاريع الاستثمارية الصغيرة.
وقامت المنظمة خلال العام الماضي وقبل أن تنتقل إلى مدينة حسكة، بتوزيع أربعة رؤوس من الأغنام على العديد من الأسر في ريف تل كوجر ضمن برنامج تنمية ريفية، بحسب السكان.
كما أنها نفذت برنامجاً آخر تم من خلاله توزيع بذار وأسمده على العديد من الأسر في تل كوجر وريفها.
وشمل البرنامج تقديم الأدوية الزراعية والمبيدات مع معدات الرش بالإضافة إلى أدوات حراثة وخزانات مياه بسعات مختلفة.
وقال أحد المسؤولين العاملين في منظمة “كير” الأمريكية لنورث برس إن عدد العائلات المستفيدة من هذه البرامج بلغ /1200/ عائلة.
إلا أنه اشتكى ما وصفه بـ”عدم إدراك” بعض المستفيدين المستهدَفين لأهمية هذه المشاريع الاستثمارية، حيث عمد الكثيرون إلى بيع الأغنام والبذار المُقدّمة من المنظمة في السوق السوداء، بحسب قوله.
وقالت عفاف البشو، وهي باحثة اقتصادية من سكان قرية الزرقا بريف بلدة تل حميس جنوب قامشلي، إن مثل هذه المشاريع الصغيرة تنشّط عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأضافت “البشو” المعيدة في قسم الاقتصاد بجامعة دمشق أن المشاريع الصغيرة “تخضع لمحددات الاقتصاد الكلي.”
وأشارت إلى أن الشروط اللازمة لتطويرها أو على الأقل بقائها على قيد الحياة “تتعلق بالخلفية التشريعية والمالية والاجتماعية.”
وأضافت أن هذه المشاريع ما تزال تواجه بعض الصعوبات التي تمنع انطلاقتها وتعرقل تطورها.
وتأتي في صدارة هذه المعوقات مشكلة التمويل التي تعد العقبة التي تسد طريق المستثمر، بحسب قولها.
وشددت “البشو” على ضرورة تحمّل مؤسسات الإدارة الذاتية المعنية، مسؤوليتها تجاه تشجيع هذا النوع من المشاريع وتطويرها “لدورها الكبير في تنمية الاقتصاد والقضاء على البطالة.”