“الخدمة العسكرية” الإلزامية في صفوف القوات الحكومية.. هاجس يلاحق طلاباً بجامعة حلب

حلب – نورث برس

منذ أن دخل الجامعة قبل ثلاثة أعوام وهاجس الالتحاق بقوات الحكومة السورية يلاحق أحمد كردي، إذ سيضطر للالتحاق بـ”العسكرية” فور إنهاء دراسته في جامعة حلب.

ويخشى “كردي” الذي يدرس بكلية الاقتصاد، أن يُكافَأ بعد إنهاء دراسته الجامعية ببندقية وبدلة عسكرية، لكن يبدو أن ذلك ما سيحصل بالفعل قبل الحصول على وظيفة ما.

وقال الشاب الجامعي لنورث برس، إن “الخدمة واجبٌ مفروض علينا، لكن لأجل مسمّى وليس إلى الأبد.”

ولا يتوقع الطالب الجامعي أن يتمكن من تأمين حياة جيدة بعد تخرّجه، إذ تشترط الحكومة السورية إنهاء “الخدمة العسكرية الإلزامية” لتوظيف أي شابٍ يبحث عن فرصة عمل.

وتحتفظ قوات الحكومة السورية منذ أحداث مارس/آذار 2011 بعشرات الآلاف من المجنّدين بعضهم مرّ على تجنيده أكثر من تسع سنوات، وهذا ما يخشاه “كردي”.

ولا تُفصِح وزارة الدفاع السورية عن عدد المجنّدين والمُحتَفظ بهم، لكن مواقع عالمية منها “غلوبال فاير باور” تقدِّر أعدادهم بنحو /140/ ألفاً.

أما نديم حسين، وهو طالبٌ في السنة الأخيرة من قسم اللغة العربية بجامعة حلب، فلم يبقَ له سوى بضع مواد دراسية للتخرّج، وهذا أكثر ما يقلقه.

واعتبر “حسين” إنهاء دراسته الجامعية بداية “العبور إلى الشقاء، بينما من المفترض أن يكون إنجازاً لطالبٍ يسعى إلى مستقبل ومكانة جيدة في مجتمعه.”

وقال إن المرور عبر الحواجز الحكومية، سيكون أمراً في غاية الصعوبة و”الحصول على وظيفة مشروطٌ دوماً بوثيقة أداء خدمة العلم.”

ويبقى كلُّ ما يتمناه هذا الشاب بعد معاناة دامت أعواماً طويلة، هو السفر إلى خارج البلاد والتخلّص من هاجس الخدمة العسكرية الإلزامية التي تشكّل عائقاً أمام مستقبله، على حدِّ قوله.

وترك الآلاف من الطلاب السوريين جامعاتهم مفضّلين الهجرة إلى خارج البلاد خلال سنوات الحرب، بسبب الخدمة العسكرية الإلزامية التي تقف سداً منيعاً أمام تحقيق طموحاتهم.

من جانبٍ آخر، هناك طلابٌ يواصلون دراستهم الجامعية إلى جانب أداء الخدمة العسكرية الإلزامية، الأمر الذي يزيد من احتمالية تعرضهم للمتاعب.

وهذا هو حال حسان عبد الله الزيات، الطالب في السنة الثالثة بكلية الحقوق بجامعة حلب، حيث يؤدي إلى جانب دراسته خدمته الإلزامية كمجنّدٍ بمحافظة حمص.

ويحاول “الزيات” التوفيق بين الدراسة الجامعية والخدمة العسكرية الإلزامية.

وقال لنورث برس إن “ذلك ليس بأمرٍ هيّنٍ إنما يكبدني مشاق وتكاليف باهظة.”

وتعتبر فترة الامتحانات الجامعية، من الأوقات العصيبة بالنسبة له حيث يجهد كثيراً مع المسؤولين العسكريين للحصول على إجازة أثناء الامتحانات، بحسب قوله.

وأضاف أن الإجازة “تخضع لظروف الخدمة ومزاجية المسؤول العسكري”، الأمر الذي يعرضه أحياناً للغياب عن امتحاناته، “ما يتسبب في تأخير تخرجي.”

وسبق أن أطلق مجنّدون سوريون حملات على مواقع التواصل الاجتماعي نشروا فيها صوراً لأطفالهم وهم يرفعون لافتات كُتِب عليها “بدنا البابا يتسرح.”

إعداد: جان حداد – تحرير: هوكر العبدو