مطربون في مطاعم دمشق.. ضغوطات لأداء أغانٍ “هابطة” ومجاملة الزبائن

دمشق – نورث برس

يقول رأفت راعي، وهو مغنٍّ يعمل في أحد مطاعم دمشق، إنه يشعر “بالخجل” عندما يطلب منه الزبائن أداء أغنية “هابطة”، لكنه يضطر لأدائها كي لا يثير غضب صاحب المحل.

ويتعرض مغنون يعملون في مطاعم بأحياء دمشق القديمة لضغوطات لأداء أغان سطحية إرضاءً للزبائن وبأجور زهيدة.

“لا حماية لنا”

كما يضطر هؤلاء للاعتماد على أجهزة صوت “رديئة” في ظل انعدام الرقابة الفنية طوال سنوات الحرب السورية.

ولا ينكر “راعي” وجود أصحاب محلات يمتلكون ذائقة فنية، “ولكنهم قلائل، فمعظمهم لا تهمهم السوية الفنية بقدر اهتمامهم بالأرباح.”

ولفت إلى أن أغلب أجهزة الصوت المستخدمة في هذه المطاعم هي أجهزة قديمة، “يشرف عليها غالباً مهندسو صوت غير محترفين اكتسبوا خبرتهم من خلال العمل”.

وتقتصر علاقة المطربين مع نقابة الفنانين بدفع رسوم شهرية كضريبة للحصول على إذن عمل، دون أي حقوق حماية أو شروط لمزاولة المهنة.

وأضاف “راعي”: “نحن ندفع ضريبة إذن عمل لنقابة الفنانين دون أي مقابل، فهي لا تدافع عنا ولا تفرض أجوراً جيدة على أصحاب المطاعم ولا تمنع محدودي الموهبة من العمل.”

“موسيقا سطحية”

وقال عصام جمال، الذي يغني في تلك المطاعم أيضاً، إن المستوى الفني للأغاني المقدمة في هذه المنشآت تدنى خلال سنوات الحرب.

وأضاف: “وظهرت شريحة جديدة من مرتادي أماكن السهر، وترافق ظهورها مع دخول متطفلين على مجال الغناء، بالإضافة لعازفين غير مؤهلين.”

وأدى ظهور هؤلاء إلى تدني الأجور لقبولهم العمل بأي أجر بهدف الحصول على فرصة الوقوف أمام جمهور، بحسب كلامه.

وغاب عن مطاعم دمشق القديمة موسيقيون محترفون كان روادها قد اعتادوا على سماعهم، وحلت آلة الأورغ مكان الفرق الموسيقية.

ويذكر “جمال” “أن عازفين يفتقدون المهارة يعتمدون على إمكانات آلة الأورغ الحديثة لتقديم موسيقا “سطحية جداً”.

ويرى أنه إن كانت الظروف تفرض الاعتماد على الأورغ فقط، فهناك عازفون محترفون ويجب الاعتماد عليهم.

وأصدرت وزارة السياحة السورية في الـ/28/ من حزيران/يونيو الفائت، تعديلات على القرارات المتعلقة بإقامة الحفلات، من ضمنها منع إقامتها في الصالات المغلقة اعتباراً من مطلع تموز/يوليو الفائت.

وسمح بإقامتها بالصالات المكشوفة والنوادي الليلة التي تعتمد على حفلات الـ “دي جي”، وهذا ما أثّر على الكثير من المغنين والعازفين.

“ثياب كاشفة”

وتقول المغنية ريم موسى، إنها تركت العمل بعد أن شعرت أيام غنائها في مطاعم دمشق القديمة، أنها تعرض جسدها لقاء الاستماع لغنائها.

وتعاني المطربات من إصرار أصحاب المطاعم على أن ترتدي المطربة ثياباً “كاشفة”، إضافة إلى الإصرار على مجاملة الزبائن في بعض المطاعم.

وأضافت “موسى”: “كانت طلبات أصحاب المطاعم تتركز على أن أرتدي فساتين مكشوفة بدا الأمر غريباً وغير مقبول بالنسبة لي، ما جعلني أنفر من هذا العمل إلى أن توقفت نهائياً عن مزاولته.”

تقول المغنية إنها تدرك ضرورة أناقة المغنية أثناء وقوفها على الخشبة، “ولكن العري شيء آخر.”

وترى من الضروري أن تصدر نقابة الفنانين قراراً يمنع أصحاب المحلات من التدخل بملابس المغنية.

واتفقت المغنية رشا حسين مع ما قالته “موسى” وقالت إن الأسباب ذاتها دفعتها لترك المهنة، وهي تحاول الحصول على عمل جديد، رغم إيمانها بموهبتها واصرارها على إثبات نفسها.

وأضافت: “عندما ترفض المغنية طلبات أصحاب المحلات بارتداء فساتين مكشوفة وترفض مجاملة الزبائن فإنهم يشككون بموهبتها.”

وتلفت “حسين” إلى استيائها بسبب “خسارة سنين” في محاولة إثبات نفسها كمغنية، لكنها كانت دائماً تصطدم بهذه الطلبات.

إعداد : أحمد كنعان – تحرير : روان أحمد