شبكة أميركية: ترامب يصطف لجانب الكرملين ضد الغرب ومسؤولي إدارته بقضية نافالني
واشنطن – نورث برس
قالت شبكة “سي إن إن” الأميركية، أمس الثلاثاء، إن تصريحات الرئيس الأميركي بعدم امتلاك بلاده أدلة على تسميم موسكو المعارض الروسي أليكسي نافالني، تعكس رغبة ترامب بالاصطفاف لجانب روسيا التي صرّحت بعدم استخدامها غاز الأعصاب لتسميم نافالني.
ونفت موسكو “بشدة” تورطها في تسميم نافالني، كما ندد الكرملين بالمحاولات “العبثية” لتحميل روسيا مسؤولية هذه العملية.
وكان الرئيس ترامب قد صرّح من البيت الأبيض الأسبوع الماضي، بأن الولايات المتحدة ليس لديها أي دليل على ما حدث.
وأشار إلى “خطورة” الأوضاع في دول مثل الصين وكوريا الشمالية وأفغانستان التي اعتبرها ترامب أولوية لدى الولايات المتحدة.
وكشفت “سي إن إن” عن تقارير تؤكد بأن التحليل السمِّي الذي أجراه مختبر ألماني، أثبت تسمم نافالني بغاز أعصاب كيميائي من الدرجة العسكرية الروسية “نوفيتشوك” التي طورها الاتحاد السوفيتي ثم روسيا فيما بعد.
واطَّلع على تلك التقارير المسؤولون الألمان، أعضاء الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وكان حلف الناتو قد أصدر بياناً أدان فيه استخدام غاز الأعصاب من مجموعة “نوفيتشوك المحظورة”.
وأدان ستيفن بيغان، نائب وزير الخارجية الأميركية التصرف الروسي، وقال إن تقييم ألمانيا كان “موثّقاً” و”موثوقاً” للغاية. الأمر الذي يناقض تصريحات ترامب الذي قال إنه لم يحصل على أي أدلة على استخدام روسيا لغاز الأعصاب.
كما أصدر مجلس الأمن القومي الأميركي بياناً خاصاً أدان فيه استخدام روسيا لـ”نوفيتشوك” لمحاولة اغتيال نافالني.
وتعهّد المجلس بالتعاون مع المجتمع الدولي للتصدّي “للنشاطات الخبيثة” لروسيا بعد أن تحقق الأميركيون مع الحلفاء من الأدلة والمعلومات الاستخباراتية المتاحة.
وكانت السلطات الفرنسية، قد أعلنت أمس الثلاثاء، إرجاء اجتماع لوزراء الخارجية والدفاع الفرنسيين والروسيين كان مقرراً في الـ/14/ من هذا الشهر في باريس، بسبب التوتر المرتبط بقضية تسميم نافالني.
وأعلن وزير الدولة الألماني للشؤون الأوروبية مايكل روث، أن بلاده ستبقي جميع خياراتها مفتوحة بشأن عقوبات محتملة على روسيا المتهمة بتسميم نافالني.
وحول الإجراء الذي قد تتخذه ألمانيا ضد روسيا فيما يتعلق بهذه القضية، قال روث، “لقد أوضحنا أننا سننظر في مجموعة الأدوات بأكملها”.
واتهمت الخارجية الروسية، الثلاثاء، ألمانيا بخدمة “ألاعيب سياسية قذرة” بمزاعمها حول تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، في تصريح صحفي، إن “الوزارة تنتظر من السلطات الألمانية تقديم بيانات مخبرية وشهادات تدعم فرضية تعرض نافالني للتسميم بمادة قتالية سامة روسية المصدر”.
وتطرقت زاخاروفا إلى تصريحات معهد علم الأدوية والسموم التابع للقوات المسلحة الألمانية، الذي رفض تقديم معلومات إضافية حول أساليب وطرقات مستخدمة من قبل أخصائييه، وذلك لاعتبارات “السرية”.
وأشارت زاخاروفا إلى أن “اعتبارات الحفاظ على السرية لم تمنع من ورود تقارير إعلامية عن تبادل معلومات مكثف بين المعهد العسكري المذكور ومستشفى شاريتيه الذي يتلقى نافالني العلاج فيه، ومخبر بورتون داون الكيميائي البريطاني، والمؤسسات المماثلة في بلغاريا”.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن بلاده تملك “أدلة كثيرة” تشير إلى “تورط” روسيا في الحادث.
وقال الأطباء المشرفون على علاج المعارض الروسي أليكسي نافالني، أمس الثلاثاء، إنه خرج من “غيبوبة مصطنعة” وإن حالته تحسنت منذ أن أصيب بالتسمم.
وأضاف الفريق الطبي المعالج لنافالني أنه “يستجيب لسماع الأصوات”.
ونُقل نافالني (44 عاماً) إلى ألمانيا بعد مرضه على متن رحلة في سيبيريا في آب/ أغسطس الماضي.
ويقول فريقه إنه تعرض للتسميم بناء على أوامر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ينفي أي تورط له.
وكانت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ميشال باشليت، قد دعت أمس الثلاثاء، موسكو إلى فتح تحقيق “مستقل وشفاف” في واقعة تسميم نافالني.
وفرضت الولايات المتحدة في آب/ أغسطس العام 2019، عقوبات على روسيا بعد تسميم سيرغي ويوليا سكريبال الجاسوس الروسي السابق وعميل أجهزة المخابرات البريطانية المزدوج، وطردت /60/ دبلوماسياً روسياً.
كما أمرت بإغلاق ممتلكات دبلوماسية روسية في الولايات المتحدة كإجراءات عقابية إضافية، وفرضت عقوبات على ضباط المخابرات الروسية المتورطين في هجوم سكريبال الذي تستمر روسيا برفض الاعتراف بدورها في تسميمه حتى الآن.