محلل أمريكي لنورث برس:الولايات المتحدة تريد التقدم في الحوار مع روسيا بخصوص سوريا

واشنطن – هديل عويس ـ NPA 
قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة وروسيا لديهما مصالح مشتركة، وقضايا يعملان فيها معاً.
جاء ذلك في زيارة استقبل فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ليكون أعلى مسؤول أمريكي التقاه بوتين منذ قمته مع ترامب في تموز/ يوليو، في هلسنكي.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مستهل لقائه وزير الخارجية الأمريكي، سعيه إلى تطبيع العلاقات مع واشنطن، معرباً عن أمله بأن تكون زيارة بومبيو مفيدة للعلاقات الثنائية. 
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تحقيق روبرت مولر، بأنه “موضوعي للغاية”، وقال إنه يأمل أن يسمح التقرير النهائي للمحامي الخاص للولايات المتحدة وروسيا بإعادة علاقاتهما الدبلوماسية التي توترت بسبب تدخل الكرملين في انتخابات عام 2016 والأسئلة حول ما إذا كانت حملة ترامب تواطأت مع روسيا.
وقال بوتين: “على الرغم من أن عمل المستشار الخاص مولر كان غريباً إلا أنني يجب أن أقول أنه على العموم فإنه أجرى تحقيقًا موضوعيًا للغاية، وأكد أنه لا توجد أي آثار على الإطلاق للتواطؤ بين روسيا والإدارة الحالية.” 
وقال بوتين إنه يعتقد أن الرئيس دونالد ترامب “يعتزم إعادة بناء العلاقات الأمريكية الروسية”، ويأمل “الآن أن يتم بناء بيئة مواتية لذلك”.
وقالت شبكة  USA TODAY أن بومبيو ضغط على وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في اجتماع خاص في وقت سابق يوم الثلاثاء، للإعلان “أن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية قد توقف.”
وأكد بومبيو على إن ترامب يشترك في الرغبة بـ”تغيير مسار” العلاقة الأمريكية المشحونة مع روسيا، لكنها  قد تتدهور أكثر إذا واصلت حكومة بوتين جهودها لتقويض الديمقراطية الأمريكية.
وقال بومبيو للصحفيين بعد الاجتماع: “تحدثنا عن كل قضية تقريبًا تواجه بلدينا وجميع التحديات وجميع الفرص بيننا أيضًا.”
وفيما يتعلق بإيران عبر وزير الخارجية الروسي أثناء المؤتمر الصحفي عن خيبة أمل مسؤولو الكرملين من الخطاب العدواني المتزايد لإدارة الرئيس ترامب بشأن التهديد الذي تشكله إيران – والرد العسكري الأمريكي المحتمل، حيث جعلت إدارة ترامب -عزل إيران- اقتصاديًا وسياسيًا حجر الزاوية في سياستها الخارجية.
فيما حذر بومبيو من أن إيران أو وكلائها خططوا لشن هجمات على المصالح الأمريكية في المنطقة، وأن البنتاغون أرسل حاملة طائرات وقاذفات بي 52 إلى الخليج الفارسي لمواجهة التهديدات المزعومة.
ورفض بومبيو التعليق على قصة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، يوم الثلاثاء قالت فيها إن وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان، قدم خطة عسكرية لإرسال ما يصل إلى 120 ألف جندي أمريكي إلى الشرق الأوسط في حال وجود ضربة إيرانية على القوات الأمريكية أو تحرك من جانب إيران لتسريع تطوير الأسلحة النووية.
وقال بومبيو “نحن في الأساس لا نشهد حرباَ مع إيران.” والولايات المتحدة تريد لإيران أن توقف تمويل الجماعات الإرهابية وأن “تتصرف كدولة طبيعية”.
وقال لافروف إنه يأمل في أن يكون التقرير “مجرد شائعة” وأعرب عن مخاوفه من أن التوترات يمكن أن تؤدي إلى مواجهة عسكرية.
وفي تصريحات لـ”نورث برس”، قال تيودور كاراسيك، كبير المحللين في “معهد دول الخليج للدراسات”: “إن روسيا ترى فرصة لرفع العقوبات الأمريكية عنها في عهد ترامب، إلا أن مسألة التدخلات الروسية في الانتخابات والتحقيقات ووجود طيف من السياسيين الغاضبين في واشنطن من هذا التدخل صعّب تحقيق طموح روسيا بإعادة علاقات جيدة وإنهاء فصل العقوبات من الولايات المتحدة.” 
وأفاد كاراسيك، أن “الحوارات جرت على عدة محاور، ويبقى هناك طيف قوي مقرب من ترامب والرئيس نفسه يريد علاقات مع روسيا للمضي قدماً في بعض الملفات مثل فنزويلا وسوريا.” 
ويقول كاراسيك إن “روسيا لا تملك تأثيراً كبيراً في فنزويلا بينما باتت واشنطن تملك اليد الطولى فيها، بينما في سوريا تتحكم روسيا بكل شيء وسيكون هناك نقاشات لتحقيق بعض التقدم من خلال الإنجاز والتوصل لتسويات في هذه الملفات.” 
ويرى كاراسيك “إن الحملات على إدلب هي تكتيك روسي للضغط على تركيا وإفراغ بعض المناطق لصالح الحكومة السورية، وإخلاء مناطق أخرى من فصائل معينة مرتبطة بمنظمات تعتبرها روسيا إرهابية.” 
وفي شرق الفرات يقول كاراسيك، إن أمريكا لا تغادر، وتحقق بشكل كامل الوعد بالانسحاب من سوريا لأن الأحداث تتعقد، ومنها ظهور أخبار من تنظيم “الدولة الإسلامية”، واستعدادهم الواضح للتفكير بكيفية استغلال المرحلة الانتقالية للانتشار، كما تأتي باستمرار “معلومات متضاربة تدل على أن التنظيم الإرهابي لا يزال يملك بؤراً مخفية وخلايا نائمة في بعض المناطق التي كان فيها.” 
وعن بشار الأسد، يرى كاراسيك، أنه “بات لاعباً يسعى ليجد فرصته مثل غيره على الأرض السورية، والأنباء عن محاولات دمشق لإعادة العلاقة مع أنقرة هي في ظل حاجة الحكومة السورية لإعادة أكبر عدد ممكن من العلاقات لتعزيز مكانتها وأهميتها في حكم سوريا.”