نقص أجهزة طبية في الريف الغربي لدير الزور يتسبب بوفاة مرضى

دير الزور – نورث برس  

بارتباك شديد يسارع حميد الشبلي (37 عاماً) للخروج من المشفى حاملاً طفله الذي تهاوى من على جدار في المنزل، بعد أن أخبره الطبيب بعدم توفر جهاز تصوير “الطبقي المحوري”.

في الريف الغربي لمدينة دير الزور، تعمل خمسة مشاف عامة و/25/ مشفى خاصاً، لكن جميعها تفتقر لأجهزة طبية ضرورية وأساسية.

وسيضطر “الشبلي” لقطع مسافة /100/ كم حتى الرقة ليتمكن من تصوير جمجمة طفله التي يعتقد الطبيب أنها تعرضت لكسر.

وقال عمار الصالح، وهو المدير العام لمشفى “السلام” الخاص، إن المشفى يفتقر إلى جهاز “الطبقي المحوري والإيكو الحديث”، وهو ما يجبر السكان على الذهاب للرقة أو حسكة.

وقالت شيرين المجول، وهي الرئيس المشارك للجنة الصحة في دير الزور، إن القطاع الصحي بريف المدينة يفتقد إلى الكثير من المستلزمات الطبية “الأساسية”.

وأضافت: “نفتقد إلى جهازي الطبقي المحوري والرنين المغناطيسي ومخبر للتحاليل الطبية بالإضافة إلى العديد من المستلزمات اللازمة لمواجهة جائحة كورونا”.

وذكر طبيب يعمل في مشفى “الكسرة” العام، فضل عدم ذكر اسمه، أن عدداً من الأشخاص فقدوا حياتهم نتيجة “طول الطريق” للوصول إلى الرقة أو الحسكة.

ومن جهته، أكد محمد العاني، الرئيس المشارك للجنة الصحة، “صحة كلام الطبيب” حول وفاة عدد من الحالات نتيجة عدم توفر الأجهزة الطبية في ريف دير الزور.

لكن “العاني” لم يذكر عدد تلك الحالات نتيجة “عدم توفر إحصائية بذلك”.

وقال خالد الهفل (43 عاماً)، من سكان ريف دير الزور الغربي، إنه اضطر لقصد مدينة قامشلي الشتاء الماضي، للحصول على صورة رنين مغناطيسي وذلك نتيجة الآلام التي عانى منها في ظهره.

وأضاف، “معاناة الطريق كانت أصعب من تلك الآلام”.

وكما بقية القطاعات، تهالك القطاع الصحي في دير الزور نتيجة المعارك المستمرة في المنطقة.

وكان أكبر مشافي المنطقة وهو مشفى “الكسرة” القديم قد تعرض في العام 2013 لقصف جوي من قبل قوات الحكومة السورية، لتبدأ بعد ذلك “سرقة” معدات المشفى، بحسب شهادات لسكان محليين.

وقالت شيرين مجول، الرئيس المشارك للجنة الصحة، إنهم حصلوا على وعود من التحالف الدولي وجهات أخرى، لم تسمها، بتأمين تلك المستلزمات لكنهم لم يحصلوا عليها حتى الآن”.

إعداد: هوشنك حسن – زانا العلي – تحرير: حكيم أحمد