محلل سياسي بدمشق: الاحتجاجات الشعبية على تردي الأوضاع المعيشية دليل فشل حكومي

دمشق – نورث برس

عدَّ جواد مشهدية، وهو محلّل سياسي مقيم في دمشق، ما شهدته بلدة جرمانا بريف دمشق منذ يومين من احتجاجات على الوضع المعيشي دليلاً على فشل الحكومة السورية في التعاطي مع تردي الأوضاع المعيشية.

وتظاهر عدد من سكان بلدة جرمانا بريف دمشق ضمن ساحة الخضر، السبت الفائت، احتجاجاً على تدهور الأوضاع الخدمية والمعيشية في البلدة.

وقال “مشهدية” إن الوقفة الاحتجاجية لأبناء جرمانا ليست بجديدة، “فقد سبق أن شهدت مدن الساحل والسويداء ودرعا احتجاجات شعبية رغم قلّة المشاركين فيها.”

“إلا أنه مؤشر خطير على حجم الاستياء الشعبي من الفشل الحكومي في التعاطي مع تردي الأوضاع المعيشية ووصول المواطن لمرحله انعدام الثقة مع كل ما هو رسمي.”

وتخلّل المظاهرة قطع للطرقات تعبيراً عن الاستياء من القطع الجائر للكهرباء في ظل ارتفاع درجات الحرارة، فضلاً عن مشكلة نقص المياه التي تعاني منها معظم أحياء جرمانا، وفقاً لسكانٍ في البلدة.

وبحسب موقع السويداء 24، تم فضُّ المظاهرة بعد حضور بعض المسؤولين في مجلس البلدة.

وقدَّم المسؤولون وعوداً بالتجاوب مع مطالب المحتجين والعمل على تحسين الواقع الخدمي.

وقال “مشهدية” إن مسألة ربط التحركات الشعبية بأصابع خارجية “وإن لم يكن مستبعداً، إلا أن هدفه لجمها وتقزيمها وتحجيم أسبابها.”

وأضاف أن انعدام التعاطي الحكومي مع الاحتجاجات بجدية “يفتح الأبواب أمام كل الاحتمالات.”

وأشار إلى أنه لا ينفي تأثير الحرب والحصار الأميركي على الأوضاع، “إلا أنه لا يمكن بالمقابل إنكار الأخطاء الداخلية للحكومة.”

“حتى اللحظة، التعاطي الرسمي قائم على التغاضي عن كل الانتقادات في ظل تعتيم إعلامي وغياب الشفافية واستمرار الفساد في ضرب مفاصل السلطة وغياب المحاسبة.”

وقال “مشهدية” إن تكرار الأزمات واللامبالاة الحكومية بانحدار المستوى المعاشي للمواطن وعدم التواصل معه “لتبرير التقصير الحكومي اتجاهه.”

ولفت إلى أن كل من انتقد فساد السلطة لاقى انتقاداً حاداً منها، “إضافةً إلى التفرد بالسلطة ورفض الحوار والامتناع عن المشاركة.”

ولا يستبعد المحلل السياسي انفجار الأمور ما لم يتغيّر شيء.

وقال “مشهدية” إن الجميع بانتظار ما ستسفر عنه المفاوضات الخارجية، الروسية-الأميركية بالدرجة الأولى، ليخطو بناءً عليها و”هو أمر مستغرب وخطير.”

وتشهد مناطق سيطرة الحكومة السورية، تدهوراً في الأوضاع المعيشية والخدمية، حيث عادت أزمة الوقود للواجهة، إلى جانب أزمات المياه والكهرباء وارتفاع الأسعار وانخفاض قدرة المواطنين الشرائية.

إعداد : أحمد كنعان – تحرير : روان أحمد