عمال العتالة في منبج .. أجور منخفضة وظروف معيشية صعبة

منبج- نورث برس

صباح كل يوم، يتوجه ماهر الشيخ (40 عاماً)، من سكان مدينة منبج، شمالي سوريا، إلى ساحة العمال وسط المدينة، وينتظر لساعات طويلة وربما ليوم كامل للحصول على عمل ليومه.

ويبلغ عدد العمال المسجلين ضمن اتحاد العمال في مدينة منبج ستة آلاف عامل، عدد كبير منهم يعملون في العتالة وأعمال شاقة أخرى، بحسب اتحاد العمال في المدينة.

ويضطر البعض منهم للعودة إلى منازلهم دون أي مردود مادي بسبب عدم توفر العمل، “فهناك عدد كبير من عمال العتالة، ولا يحصل الكل على عمل.”

“أجور لا تكفي”

وقال “الشيخ” إن يومياتهم التي يتقاضونها كعمال عتالة لا تكفيهم لتحقيق أدنى مستوى للمعيشة مقارنة بالغلاء وارتفاع الأسعار.

ويتراوح الدخل اليومي لعمال العتالة في مدينة منبج ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف ليرة سورية.

ولفت إلى أنه بحاجة لقرابة عشرة آلاف ليرة سورية يومياً لتدبر أمور حياته اليومية، “لكن يوميتي لا تتجاوز أربعة آلاف ليرة.”

وأثر ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، التي تزامنت مع ارتفاع سعر صرف الدولار وانهيار قيمة الليرة السورية، على الوضع المعيشي لعائلات العمال التي نزحت بعضها سابقاً من مناطق سورية أخرى.

فيما تسبب فرض حظر التجول بسبب وباء كورونا مرتين خلال هذا العام بتوقف أعمال وتضرر أخرى.

عمل قاسٍ

ويلفت “الشيخ” إلى أن طبيعة عملهم من حمل أوزان ثقيلة والعمل في ظروف جوية مختلفة تعرضهم للإصابات، “فنحن نعمل في نقل أكياس الحبوب وأثاث المنازل وأي شيء آخر يخطر في البال، غايتنا تأمين لقمة العيش لعائلاتنا.”

وقال مسؤولون في اتحاد العمال بمدينة منبج إن مساعدات مالية تُقدم للعمال الذين تعرضوا لإصابات أثناء العمل، إلا أن عمالاً آخرين تحدثوا عن معاناتهم المعيشية حتى دون تعرضهم لإصابات.

لكن جمعة السراج (38عاماً)، وهو عامل في أحد معامل الشيبس شمالي منبج، أبدى بعض الرضى عن عمله، “أتقاضى /20/ ألف ليرة أسبوعياً لقاء تحميله البضائع في السيارات”.

ورغم أنه يعلم عدم كفاية هذا المبلغ، إلا أنه وصفه بـ”بحصة تسند جرة”، في إشارة إلى الاكتفاء بالحاجات الضرورية مع الاستغناء عن أخرى.

توزيع الفرص

وقام اتحاد العمال في مدينة منبج بافتتاح “براكيات” في ساحات توزع العمال العتالة لتنظيم دورهم وتوزيع فرص العمل بينهم.

وقال محمود عثمان، نائب الرئاسة المشاركة لاتحاد عمال منبج، إنه يجري تقسيم عمال ساحات (التايهة، العون، أم جلود) لمجموعات تتضمن كل منها /12/ عاملاً، “حيث يتم توزيع العمل فيما بينهم”.

وأضاف أنهم كاتحاد عمال يسعون “لزيادة أجور العمال بما يتناسب مع ارتفاع سعر الدولار، إضافة لتأمين فرص عمل جديدة ضمن المنشآت الصناعية.”

 إعداد: صدام الحسن- تحرير: سوزدار محمد