اتهامات لحكومة الإنقاذ بالاشتراك في سرقة المساعدات الإنسانية المخصصة لمخيمات ريف إدلب

إدلب – نورث برس

تواجه حكومة الإنقاذ، الذراع المدني لهيئة تحرير الشام بمحافظة إدلب، اتهامات بسرقة السلال الغذائية وتعيين أشخاص فاسدين في إدارة مخيمات تحت سيطرتها في شمال غربي سوريا.

وتأوي مخيمات إدلب الخاضعة لسيطرة التنظيم على الحدود السورية-التركية، أكثر من مليون نازح فرّوا خلال سنوات الحرب من مختلف مناطق النزاع بسوريا.

وتتولى إدارة المخيمات، وهي إدارة تابعة لحكومة الإنقاذ، تنظيم ومراقبة عمل المنظمات والجمعيات الإغاثية العاملة في منطقة سيطرتها.

وقال ياسر الحموي (35 عاماً)، وهو نازح بمخيم الكرامة في ريف إدلب الشمالي، إن مدير المخيم شطب اسم عائلته من قائمة السلال الغذائية بعدما قدّم شكوى ضده لدى إدارة المخيمات.

وأضاف لنورث برس: “هذه الشكوى التي تقدّمت بها كانت دون جدوى بل انقلبت ضدي لأن مدير المخيم لديه علاقات قوية مع حكومة الإنقاذ.”

ولفتَ إلى أن مدير المخيم يقوم بمحاسبة كل من يتقدم بشكوى ضده ويحرمهم من المساعدات، حيث يتهمه النازحون المدير بأنه “لص” ولكن يتعذر عليهم إثبات ذلك، بحسب “الحموي”.

وفي آب/إغسطس الماضي، اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان، حكومة الإنقاذ بالتلاعب بالعقود والدعم المخصص للسكان واعتماد دعم المنظمات الإنسانية كمورد هام لها.

وقال أبو حمزة (45 عاماً)، اسم مستعار لنازح من مخيم الكرامة، إن نازحين لا يملكون ثمن رغيف خبز تم شطب أسمائهم من القوائم الإغاثية.

وأضاف لنورث برس: “في المقابل، هناك من يملكون سيارات ومحال تجارية ويحصلون على السلال الغذائية وغيرها كأي عائلة فقيرة.”

واتهم “أبو حمزة” موظفين يعملون لصالح حكومة الإنقاذ بمشاركة مدراء المخيمات في السرقة والنهب من المنظمات الإغاثية العاملة في المخيمات.

وأشار إلى أن مدير مخيم الكرامة يحصل وسطياً على ما يقارب الـ /50/ سلة غذائية في الشهر، وأن هناك أشخاص يحصلون على أكثر من ذلك، على حدِّ قوله.

وقال إن مدراء المخيمات يقومون بشطب الأسماء وتدوين أخرى “بالتعاون مع مكاتب تعمل على تزوير البيانات والقوائم الخاصة بالمساعدات دون رقيب.”

وأضاف أن منصب إدارة المخيم يجعل من صاحبه ثرياً خلال أشهر قليلة، “ويحصل عليه فقط من يملك حظوة لدى إدارة المخيمات التي تعيّن المدراء بإرادتها.”

وقال وائل الشامي، وهو ناشط إغاثي في مخيمات آطمة، إن “الجميع يعلم ويشاهد بعينه فساد مدراء المخيمات في الشمال السوري ولكنهم يرفضون الاعتراف بذلك.”

وكشفت الجمعية التي يعمل بها “الشامي” مؤخراً في مخيمات آطمة، عن ما يقارب الـ/50/ دفتر عائلة وبيانات شخصية مزورة، تبين أن معظمها تعود لمدير المخيم، وفق الناشط.

ولدى إخطار الجمعية مدير المخيم بهذا الأمر، رفض الاعتراف بذلك، ما دفعها إلى حرمان كامل المخيم من مساعداتها بعد تلك الحادثة، بحسب “السامي”.

واتّهم وائل الشامي في مقابلة مع نورث برس، حكومة الإنقاذ بالوقوف إلى جانب مدراء المخيمات والاشتراك معهم في “الفساد” الذي يحصل في المخيمات.

وكشف أحد مدراء مخيم الكرامة لنورث برس، أن جميع مدراء المخيمات يعملون على تزوير البيانات الشخصية للمستفيدين، ويبدلونها بأسماءٍ وهمية للحصول على مخصصات إضافية.

وقال المدير الذي رفض الكشف عن هويته، إن حكومة الإنقاذ سمحت لمدراء المخيمات بـ”الاحتيال” على المنظمات الإنسانية من خلال تزوير بيانات المستفيدين.

وأشار إلى أن تلك المخصصات ليست عائدة لمدراء المخيمات فقط، بل يقومون بتقاسمها مع إدارة المخيمات العاملة تحت مظلة حكومة الإنقاذ، بحسب قوله.

إعداد: براء الشامي – تحرير: هوكر العبدو