الرقة – نورث برس
رغم أن تربية المواشي توفر مصادر دخل للعديد من العائلات في أرياف الرقة، شمالي سوريا، إلا أن ارتفاع أسعار المواد العلفية وارتباطها بسعر صرف الدولار جعلها محل شكوى أولئك المربين.
وبالإضافة لتربيتها، توفر سوق المواشي فرص عمل أخرى في أرياف الرقة، عن طريق التجارة وخلال بيعها وشرائها أو تربية أنواع منها عدة اسابيع أو أشهر لبيعها بسعر أفضل.
وقال صالح المحمد (33عاماً)، وهو من سكان قرية كبش غربي، /40/ كم شمال غرب الرقة، إن تربية المواشي تشكل له مردوداً مادياً “ورغم بساطة هذا المردود، لكنه يغنيني عن التفكير في السفر إلى خارج البلاد طلباً للكسب “.
ولفت “المحمد”، إلى أن تربية المواشي، ورغم بعض المعوقات، تعتبر وسيلة لتأمين الدخل للكثير من الشباب الذي لا يملكون أي تحصيل علمي يؤهلهم للحصول على وظيفة أخرى.
واستطاع المربي الثلاثيني تعويض غلاء الأعلاف بزراعة /15/ دونماً بمحصول الفصة (وهو محصول علفي مروي) بهدف الاستفادة منها في تربية الأغنام، وخاصة بعد ارتفاع تكاليف زراعة القمح والشعير.
ويبلغ سعر الكيلوغرام من التبن في الرقة حالياً /180/ ليرة سورية، فيما يتراوح سعر الشعير حالياً ما بين /175/ و/185/ ليرة سورية للكيلوغرام الواحد.
وقال محسن الحسون (27عاماً)، وهو نازح من ريف حماة الشرقي يعمل في تربية المواشي بريف الرقة، إن إغلاق المعابر التجارية ومنع تصدير المواشي إلى الخارج في بعض الفترات لمنع وصول وباء كورونا إلى المنطقة، “كانت له آثار سلبية على تجارة وأسعار المواشي.”
وأضاف أن سعر الخروف انخفض حينها أكثر من مئة ألف ليرة سورية، “وخسرنا كثيراً آنذاك.”
وأشار إلى أنه قبل صدور قرار منع تصدير المواشي، “كانت معظم المواشي تصدر إلى المناطق المجاورة كإقليم كردستان العراق ومناطق الحكومة السورية.”
وكانت الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قد استأنفت تصدير المواشي عبر معبر سيمالكا الحدودي مع إقليم كردستان العراق، أواخر آذار/ مارس الماضي، بعد شهور من إيقاف التصدير.
ولفت “الحسون” إلى أن ارتباط أسعار المواد العلفية بالدولار يزيد من تكاليف تربية المواشي، كما أن أسعار الأدوية البيطرية تجاوزت الضعف.
من جانب آخر، قال تجار إن ارتفاع أسعار اللحوم أدى بالمقابل لتعويض التكاليف الإضافية لغلاء الأعلاف.
وتباع الخراف في الرقة حالياً بسعر سبعة آلاف ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، بينما يباع الكيلو الواحد من الفطام بـ/5000/ ليرة، بحسب تجار ومربين في الرقة.
لكن سلطان العلي، وهو تاجر مواد علفية، قال إن أسعار المواد العلفية تستمر بالارتفاع حتى الآن، “فسعر الشعير ارتفع لازدياد الطلب عليه بالتزامن مع اقتراب موسم زراعته.”
وكان الكيلوغرام الواحد من النخالة يباع العام الماضي بـ/125/ ليرة، فيما يبلغ هذا العام /200/ ليرة سورية، بحسب ما ذكره “العلي”.