في الرقة آراء متباينة لأولياء طلابٍ حول كورونا وتأجيل المدارس
الرقة – نورث برس
تباينت آراء أولياء أمور الطلاب في مدينة الرقة، شمالي سوريا، بين مؤيد لقرار تأجيل افتتاح المدارس في شمال وشرق سوريا ومعارض له.
وكانت هيئة التربية في شمال وشرق سوريا قد قررت، في الـ/29/ من آب/أغسطس الفائت، تأجيل افتتاح المدارس للعام الدراسي 2020-2021، حتى الرابع من شهر تشرين الأول/أكتوبر القادم.
“القرار عقبة”
وقال ياسر العبدالله (47 عاماً) من سكان مدينة الرقة، إن قرار تأجيل افتتاح المدارس “لا يصبُّ في مصلحة الطلاب وخاصةً أنه يشمل المعاهد الخاصة.”
وأضاف أن المواد العلمية تحتاج إلى دروس عملية، أكثر من النظرية، “لكي يتمكن الطلاب من فهم الدروس، لذلك فالتواصل عن طريق الهاتف مع معلميهم والتعليم عن بعد غير مجدٍ في تلك المواد.”
واعتبر “العبد الله”، وهو والد لطالبين في المرحلة الثانوية، القرار “عقبةً” أمام تعليم أبنائه، نتيجة انقطاعهما عن التواصل مع معلميهم، على حدِّ قوله.
وشملَ قرار تأجيل المدارس، الذي نشرته الهيئة على الحساب الرسمي للإدارة الذاتية على موقع “فيسبوك”، إغلاق المعاهد، أو ما يُعرف بمراكز دورات التقوية.
لكن بعض تلك المعاهد لم يلتزم بقرار هيئة التربية لشمال وشرق سوريا بعد رفع الإدارة الذاتية لحظر التجول الكلي عن المنطقة.
وطالب “العبدالله” بالسماح بافتتاح المعاهد الخاصة، “مع تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي والالتزام بشروط النظافة والتعقيم.”
من جهته، قال خلف المطر، الرئيس المشارك للجنة التربية والتعليم في الرقة، إن بعض المعاهد الخاصة في الرقة لم تلتزم بقرار هيئة التربية لشمال وشرق سوريا.
وأضاف أن تلك المعاهد، ورغم خرقها لقرار الحظر، لم تلتزم بالشروط الصحية من تطبيق للتباعد الاجتماعي والالتزام بوسائل الوقاية من تعقيم وارتداء للكمامات وغيرها من وسائل الوقاية.
وأشار “المطر” إلى أن مكتب التعليم الخاص التابع للجنة التربية والتعليم في الرقة قام بتنبيه أصحاب المعاهد وتوجيه إنذارات لهم.
وشدد على أنه في حال استمرار أصحاب المعاهد الخاصة بالمخالفة، “سوف تقوم لجنة التربية بإحالتهم إلى الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات المناسبة بحقهم.”
“القرار مناسب”
لكن حسام (50 عاماً)، وهو والد لثلاثة أطفال في المرحلة الابتدائية، رأى أن قرار تأجيل افتتاح المدارس “مناسبٌ جداً” وخاصةً في هذه المرحلة.
وقال “المصطفى” إنه “يجب عدم السماح بافتتاح المدارس لحين انحسار الوباء”، لا سيما أن هناك ازدياداً في تسجيل الإصابات بفيروس كورونا المستجد في المنطقة.
وتتخوف بعض العائلات من أن تؤدي أي إصابة في أي مدرسة لنقل العدوى لجميع الطلاب في تلك المدرسة وبالتالي انتقال الإصابة بالفيروس إلى عائلاتهم.
وطبقاً لبيانات هيئة الصحة في شمال وشرق سوريا، فقد وصل إجمالي الحالات المصابة بوباء كورونا في مناطقها إلى /624/ إصابة منها /40/ حالة وفاة و /158/ حالة شفاء.
وتعتبر هيئة التربية والتعليم قرار تأجيل افتتاح المدارس قراراً حساساً لما له من انعكاسات ونتائج، “قد تكون كارثية في حال تم افتتاحها قبل انحسار الفيروس في المنطقة”، بحسب الهيئة.
وكانت الهيئة قد حددت، قبل صدور قرار التأجيل، مجموعة من الإجراءات الصحية التي كان من المفترض تطبيقها عند افتتاح المدارس.
وفي هذا الصدد، قال رجب المشرف، الرئيس المشارك لهيئة التربية والتعليم في شمال وشرق سوريا، إن قرار تأجيل افتتاح المدارس “قابل للتجديد والتعديل، بحسب مآلات الوضع الصحي في المنطقة.”
أما في حال انحسار انتشار وباء كورونا في المنطقة، سوف يتم افتتاح المدارس في الموعد الذي تم تحديده مع استمرار تطبيق الإجراءات الوقائية، بحسب “المشرف”.
ويتجاوز عدد الطلاب والتلاميذ في مدارس شمال وشرق سوريا /820/ ألف تلميذ وطالب موزعين على أكثر من أربعة آلاف مدرسة، بحسب هيئة التربية والتعليم.
تدابير وإنذارات
ومن بين إجراءات الوقاية من فيروس كورونا في المدارس، تقسيم كل صف دراسي إلى فوجين، “بحيث نصل إلى أدنى عدد ممكن من الطلاب ضمن الشعبة الواحدة”، بحسب ما ذكره الرئيس المشارك لهيئة التربية.
بالإضافة إلى أنه تم توجيه لجان التربية في مختلف مناطق الشمال السوري لضرورة استمرار برامج التعليم عن بعد، لتعويض الطلاب عن الفاقد الدراسي خلال فترة توقف المدارس”، بحسب ما ذكره “المشرف”.