المظاهر العسكرية في جامعة دمشق… مضايقات للطلاب واحتكار استثمار المقاصف

دمشق – نورث برس

عبّر طلاب من جامعة دمشق عن استيائهم من استمرار المظاهر العسكرية المنتشرة داخل حرم الكليات في جامعة دمشق في ظل “مضايقات” يتعرضون لها أمام مرأى ومسمع إدارة الجامعة .

ويقول الطلاب إن حرم الكليات أصبح، منذ أعوام، “مستباحاً” لأصحاب الزيّ العسكري ولعناصر وضباط الأفرع الأمنية الذين يدخلون ويخرجون من وإلى الجامعة “دون أي رادع.”

وقالت غدير العلي (اسم مستعار)، وهي طالبة جامعية، إنه يجري منع الطلاب أحياناً من دخول كلية أخرى حين يقصدونها لرؤية زملاء أو أقارب لهم بذريعة أن لا عمل لهم هناك.

وأضافت: “لكن يتم السماح للعسكريين وعناصر الأمن بالدخول بمجرد إبراز بطاقته أو رؤية زيّه، رغم مضايقتهم للفتيات والطلاب.”

“مضايقات وتحرّش”

وقالت بيان الشيخ ( اسم مستعار)، وهي طالبة في كلية الحقوق بجامعة دمشق، إنها تتعرض في كثير من الأحيان للمضايقات والتحرّش اللفظي من قِبل أشخاص يلبسون الزي العسكري داخل حرم كليتها.

ولفتت إلى أنها قدّمت شكوى إلى عمادة الكلية بهذا الشأن لكنها “لم تلقَ آذاناً صاغية.”

ومن المفترض أن تقوم الهيئة الإدارية، وهي هيئة مؤلفة من طلاب يتم اختيارهم من قبل اتحاد الطلبة، بتولي مهمة حراسة الحرم الجامعي ومعالجة المشاكل وأي حالة طارئة تحدث داخله.

لكن ملف إدارة الجامعات أمنياً كان قد أوكل مع بداية الأزمة في سوريا للأفرع الأمنية التي نشرتْ عناصرها داخل الجامعات وعلى مداخلها، بحسب طلاب جرى التحقيق معهم من قبل تلك الأفرع.

وقال نذير كيكي (اسم مستعار)، وهو طالب في كلية العلوم بجامعة دمشق: “بالنسبة لقيادات اتحاد الطلبة فهم لا يختلفون عن عناصر الأمن، فهي تغطي على كل تصرف سيء يقوم به عناصر الأمن والعساكر.”

“احتكروا المقاصف”

وقالت موظفة في كلية الآداب بجامعة دمشق، طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن المقاصف الموجودة داخل مجمع كليات الآداب والطب وطب الأسنان في المزة كلها يديرها ضابط في الأمن العسكري يُعرف باسم “أبو علاء”.

وأضافت أن “أبو علاء هو المدير الفعلي للمقاصف داخل المجمع، ويستثمرها مجتمعة من الدولة بأسعار رمزية ثم يقوم بعرضها للاستثمار بأسعار كبيرة جداً.”

وغالباً ما يجري الاتفاق بين ضابط الأمن والمستثمرين الآخرين شفهياً دون عقد كتابي.

“سيران العساكر”

وقال لؤي وفيق (اسم مستعار)، وهو موظف في جامعة دمشق، إن ملف الجامعة الأمني يتبع لفرع “الخطيب” سيء الصيت، والمحارس الجامعية كلها تتبع فعلياً لهذا الفرع.

وينتشر على مداخل جامعة دمشق عناصر يتبعون للأفرع الأمنية وعسكريون من ميليشيا “كتائب البعث”، وهي جناح عسكري يضم أعضاء ومناصرين لحزب البعث، تم تشكيله منذ بداية الأزمة في سوريا على غرار ميليشيا “الدفاع الوطني”.

ويرى “وفيق” أنه ما من داعٍ لكل هذا السلاح والعناصر العسكرية أمام مداخل الكليات والسكن الجامعي، “وهي تهدف لترهيب الطالب لا أكثر”.

ويقول طلاب إن التجوّل ضمن الكليات الجامعية أصبح “سيراناً” بالنسبة للعساكر وعناصر الأمن الذين “يأتون لقضاء أوقاتهم فيها ومضايقة الطالبات والطلاب دون أي تحرك من قبل إدارة الجامعة.”

وبحسب هؤلاء، فإن نفوذ العسكر داخل جامعة دمشق” كبير جداً”، بينما أصبحت الفعاليات داخل الجامعة كالأكشاك والمقاصف كلها بيد ضباط في الجيش أو الأمن.

إعداد: وحيد العطار – تحرير: حكيم أحمد