رام الله – نورث برس
قال فهد الشليمي، وهو خبير استراتيجي كويتي، السبت، إن أحد دوافع الإمارات في التطبيع مع إسرائيل هو تحقيق طموحها بأن تلعب دور “المُحاوِر الإقليمي” بدلاً عن قطر التي تحتكر الدور.
وقال الشليمي، في حديثٍ لنورث برس، إنه ثمة أسباب أخرى دفعت أبو ظبي إلى التطبيع.
ومن تلك الأسباب الخطر الإيراني، والمخطط التركي في المنطقة، وضعف الفلسطينيين بسبب انقساماتهم وخلافاتهم، بحسب “الشليمي”.
وقالت الإمارات مؤخراً إن “اتفاق التطبيع سيتيح لها فرصة الضغط على إسرائيل من أجل عدم المساس بالحقوق الفلسطينية.”
في المقابل، شدد جورج جقمان، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت الإسرائيلية، على أنه لا يوجد مبرر مقنع للتطبيع مع إسرائيل.
وأوضح “جقمان” في حديثٍ لنورث برس، أن علاقة الإمارات التجارية مع إسرائيل جيدة جداً، كما أنه لم يسمع أي تهديد إيراني باجتياح الإمارات.
وقال إنه يعتقد أن أسباب التطبيع الإماراتي بعيدة عن إيران والقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أنها مرتبطة بمصالح مشتركة “ولذلك فإن الخطر الإيراني ليس مقنعاً للتطبيع.”
من جانبها، قالت مصادر إسرائيلية لنورث برس، إن الاتفاق الإماراتي عمقه اقتصادي أكثر مما هو سياسي.
وسيتضمن الاتفاق مليارات الدولارات لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل نتيجة شراء أبو ظبي أسلحة وتكنولوجيا فائقة، بحسب المصادر.
في غضون ذلك، نقلت هيئة البث الإسرائيلية “كان” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن مملكة البحرين ستكون الدولة العربية التالية في إعلان تطبيع العلاقات رسمياً بعد الإمارات.
وتوقع المسؤول، بحسب “كان”، أن يتم ذلك قريباً جداً.
أما عريب الرنتاوي، وهو كاتب صحفي أردني، فيعتقد أن العديد من الدول العربية لا سيما السعودية تواجه عقبات داخلية وخارجية تحول دون التحاقها بركب التطبيع مع إسرائيل على غرار الإمارات.
وأشار في حديثٍ لنورث برس، إلى أنه حتى تشرين الثاني/نوفمبر القادم، لن نشهد عمليات تطبيع علنية جديدة لدول عربية، إلا أن هذا سيبقى مرجَّحاً بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وتُقام الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر القادم.
وقال “الرنتاوي” إن السعودية لن تطبِّع مع إسرائيل في الفترة القريبة، حيث تواجه صعوبات وصراعات داخلية على الحكم في البلاد.
كما “تخشى” خسارة مكانتها بتمثيل العالم الإسلامي، خاصةً على ضوء خوضها منافسة محتدمة مع أربعة أقطاب حول ذلك هي (تركيا، وإيران، وباكستان، وماليزيا)، بحسب “الرنتاوي”.
في المقابل، رأت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن فتح الأجواء السعودية أمام الطائرات المدنية الإسرائيلية للمرور إلى الإمارات ومنها إلى العالم الخارجي، يبدو كدفعة أولى في صفقة التطبيع التي جرى التوصل إليها مع الولايات المتحدة.
لكن الصحيفة أقرّت بظروف خاصة للرياض تجعلها متأخرة في السير في قطار التطبيع العلني.