تصاعد نسبة العنف ضد النساء في كوباني.. تتعدد الأسباب والنتيجة واحدة

مدينة كوباني - نورث برس

كوباني – نورث برس

 تشهد مدينة كوباني منذ بداية العام الجاري ارتفاعاً في نسبة العنف ضد النساء كشفها تزامن وقوع حالات أقدمت فيها نساء على الانتحار.

ويُحمِّلُ سكانٌ مع مؤسسات معنية بشؤون المرأة في كوباني السبب إلى بعض العادات والتقاليد الاجتماعية، إضافةً إلى تدهور الوضع المعيشي.

ضغوط اجتماعية ونفسية

وقالت فرياز بركل، رئيسة هيئة المرأة في إقليم الفرات، إن هناك أسباب عديدة لإقدام عدد من النساء على إنهاء حياتهن تأتي في مقدمتها زواج القاصرات.

وأضافت، أن “القاصرات لا يستطعن تحمّل تبعات الزواج والتعايش مع وجود واجبات منزلية وزوجية، بالإضافة لعدم اكتمال وعيهن بشأن مسألة الزواج.”

وأقدت امرأتين في كوباني منذ بداية العام الجاري على أنهاء حياتهما فيما وقعت /11/ محاولة انتحار وحالتين للقتل العمد وحالتين للاشتباهٍ بالقتل أو الانتحار، بحسب هيئة المرأة.

ولفتت “بركل” إلى أن “الضغوط الاجتماعية والنفسية تشكلان عاملاً سلبياً في تكرار حالات الانتحار بين نساء لا يملكن الوعي الكافي للتعامل مع هذه الضغوط”.

ضحايا في مقتبل العمر

وترى “بركل” أن بعض العادات والتقاليد، بالإضافة للظروف الاقتصادية الصعبة نتيجة الحرب والتهجير ساهمت في وقوع بعض الحالات في مدينة كوباني.

وتراوحت أعمار النساء الضحايا منذ بداية العام الجاري في مدينة كوباني ما بين /15/ و/35/ عاماً، بحسب ما ذكرته “بركل”.

وقالت رئيسة هيئة المرأة في إقليم الفرات “إن المؤسسات الخاصة بالمرأة تعاني من عدم تعاون المجتمع غالباً”.

وكانت هيئة المرأة بإقليم الفرات قد خصصت في الـ/16/ من شهر آب/ أغسطس الماضي، رقماً خاصاً للإبلاغ عن أي حالة عنف ضد النساء في الإقليم.

وتقول “بركل”، إن المجتمع المحلي يعتبر الانتحار في كوباني ظاهرةٍ جديدة، إلا أنها قديمة وكان يتم إخفاؤها بسهولة لعدم وجود مؤسسات خاصة بالمرأة، كأسايش المرأة.”

وتضمُّ هيئة المرأة داراً خاصة باسم “دار حماية المرأة”، تعمل على توفير السكن والحماية للنساء اللواتي يتعرضن للعنف.

وفقدت امرأة تبلغ من العمر /30/ عاماً حياتها، في التاسع من شهر آب/أغسطس الماضي، في مدينة كوباني، جراء إصابتها بطلق ناري.

ولم يعرف حتى الآن ما إذا كانت المرأة قد أنهت حياتها أم تم قتلها عمداً، لأن التحقيقات لا تزال مستمرة ، بحسب إعلام الأمن الداخلي.

الاغتراب الأسري

واعتبرت “بركل  أن “الاغتراب بين أفراد الأسرة والعزلة الاجتماعية بسبب وسائل التواصل الاجتماعي يلعب دوراً سلبياً في التأثير على قرار بعض الأشخاص لإنهاء حياتهم”.

وقال جلال صالح، وهو مرشد نفسي إن وسائل التواصل الاجتماعي والمسلسلات “الهندية والأجنبية التي تروج لحالات الانتحار قد تؤدي إلى تأثر بعض النساء بذلك”.

وفقدت شابة في الـ /19/ من العمر حياتها، في الأول من شهر آب/أغسطس الماضي جراء إصاباتها بطلقات في حي بوطان شرقي بمدينة كوباني.

وأفاد مصدر من قوى الأمن الداخلي بإقليم الفرات  لـنورث برس حينها أن التحقيقات مستمرة لمعرفة القاتل، “الموقوفين على ذمة التحقيق هم والد الضحية وشقيقيها”.

“دعم عائلي”

وفيما يتعلق بالحلول المطروحة، قال “صالح” إن أغلب النساء اللواتي لديهن أفكار لإنهاء حياتهن يحاولن طلب المساعدة والدعم.

وأضاف، “لا بد أن تكون العلاقة الأسرية والزوجية أقرب إلى علاقة الصداقة، ولابد من خلق جو عاطفي إيجابي متسامح يساهم في تجاوز الأخطاء من الجميع.”

“دعم مؤسساتي”

 وأشار “صالح” إلى وجود حاجة للمؤسسات من أجل تقديم التوعية الاجتماعية للأشخاص الذين يميلون لإنهاء حياتهم عبر جلسات نفسية توعوية مع تشجيع التفكير الإيجابي لديهم.

ولفت المرشد النفسي إلى أهمية “العمل من أجل نشر الوعي الاجتماعي بين كافة فئات المجتمع”، واستخدام برامج إذاعية وتلفزيونية هادفة.

وأضاف صالح أن “مراجعة الأخصائيين النفسيين يساهم بدورٍ كبيرٍ في إزالة الأفكار السلبية من أذهانهم.”

وقالت مزكين سوركلي (30 عام)، من سكان مدينة كوباني، إن قوانين وقرارات الإدارة الخاصة بالنساء “لا تعتبر كافية في ظل وجود عادات وتقاليد اجتماعية بالية”.

وأضافت أن عدم استقلال المرأة اقتصادياً قد يدفعها إلى أنهاء حياتها، “رغم وجود نسبة عاملات بين النساء كموظفات”.

وقالت أيضا إن “العدد الأكبر من النساء في الريف والمدينة لا يتمتعن بالاستقلال الاقتصادي”.

 إعداد: فتاح عيسى – تحرير: سوزدار محمد