استمرار الإجراءات الوقائية على معابر منبج وسط خلوّ المدينة من أي إصابة بكورونا
منبج – نورث برس
تتبع لجنة الصحة في مدينة منبج، شمال شرق حلب، إجراءات مشددة على المعابر التي تربطها مع مناطق سيطرة كل من الحكومة السورية وفصائل المعارضة، لمنع وصول فيروس كورونا المستجد إلى المدينة وريفها.
ولم تسجل منبج حتى الآن أي إصابة بفيروس كورونا المستجد، بحسب لجنة الصحة في المدينة.
تدابير على المعابر
وقالت فاطمة الحسن، نائبة الرئاسة المشاركة للجنة الصحة في مدينة منبج، إنهم قاموا بتجهيز ثلاث نقاط طبية عند المعابر الحدودية، بعد تسجيل إصابات بفيروس كورونا المستجد بمناطق شمال وشرقي سوريا.
ويربط معبر التايهة، جنوب غرب منبج، المدينة مع مناطق الحكومة السورية في حلب.
فيما يربط معبرا أم جلود، شمال غرب منبج، وعون الدادات، شمالها، المدينة مع مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا.
وأضافت “الحسن” أن المعابر الثلاثة مفتوحة حالياً أمام حركة التجارة فقط، “في حين يُمنع دخول وخروج السكان، باستثناء الحالات المَرَضية.”
ولفتت إلى أنه بعد تعقيم السيارات القادمة من خارج مدينة منبج، يتم إفراغ حمولتها في ساحة المعبر في سيارات أخرى من المدينة، “منعاً لدخول أي سيارة من الخارج إلى منبج.”
وتقوم النقاط الطبية على تلك المعابر بتعقيم السيارات التي تدخل إلى منطقة منبج، بالإضافة لإجراء فحص الحرارة لكافة السائقين، بحسب ما ذكرته “الحسن”.
“حالات إنسانية”
ويتم إخضاع الحالات المَرَضية التي تدخل إلى منبج للحجر في مركز صحي لمدة /14/ يوماً للتأكد من عدم الإصابة بالفيروس.
وقالت نائبة الرئاسة المشاركة للجنة الصحة في مدينة منبج أنهم يقومون بإعطاء تقارير طبية للحالات المَرَضية المستعصية التي تحتاج العلاج في الخارج، للسماح لهم بالخروج من منبج.
وأضافت أن في حال انتهاء العلاج، “يستطيعون العودة بعد خضوعهم للفحص والحجر.”
وكانت لجنة الصحة قد قررت، خلال شهر تموز/يونيو الماضي، إخضاع جميع طلاب الشهادات الإعدادية والثانوية القادمين من مناطق الحكومة السورية للحجر المنزلي لمدة أسبوعين.
وقالت اللجنة حينها إن هذا الإجراء يأتي “للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا المستجد.”
وفي هذا الصدد، قامت لجنة الصحة بالتنسيق مع الهلال الأحمر الكردي ولجنة التربية في منبج، بتقديم العديد من المحاضرات التوعوية لذوي الطلاب حول كيفية التعامل معهم ضمن الحجر المنزلي.
هذا ويتم نقل الحالات المُشتَبه بها من القادمين من الخارج إلى مركز الحجر الصحي المؤقت في قرية المحترق جنوب غرب مدينة منبج، لإجراء التحاليل اللازمة.
وكانت لجنة الصحة في منبج قد افتتحت مركزاً مؤقتاً للحجر الصحي في قرية المحترق في الـ/20/ من آذار/مارس الماضي.
فيما تم تجهيز مركز دائم للحجر الصحي في منطقة دوار الشرعية على طريق حلب غرب المدينة في الـ/22/ من آب/ أغسطس الماضي.
وأضافت فاطمة الحسن أن الإجراءات المتشددة على المعابر ساعدت في عدم تسجيل أي إصابة بالفيروس في منبج على عكس باقي المناطق.
وتعد مدينة منبج بالإضافة لمدينتي صرين وعين عيسى وبلدات أخرى، من المناطق القليلة في شمال وشرقي سوريا التي لم تسجل إصابات بفيروس كورونا حتى الآن، بحسب بيانات تنشرها هيئة الصحة في الإدارة الذاتية.
وبلغ العدد الكلي للإصابات بفيروس كورونا المستجد في مناطق الإدارة الذاتية /609/ حالات، منها /40/ حالة وفاة و/146/ حالة شفاء، بحسب هيئة الصحة في الإدارة الذاتية.
وقالت نائبة الرئاسة المشاركة للجنة الصحة أيضاً إنه تم إلزام جميع المشافي والعيادات الطبية والصيدليات والمراكز بضرورة فحص جميع المراجعين وتعقيم اليدين وفرض ارتداء الكمامات.
وألزمت لجنة الصحة، بعد تسجيل إصابات بفيروس كورونا المستجد في مناطق شمال وشرق سوريا، جميع الموظفين والعاملين في مؤسسات الإدارة المدنية وأصحاب المحلات التجارية بارتداء الكمامات والقفازات.
“تجهيزات غير كافية”
وحول الإمكانات المتوفرة لمواجهة الفيروس في حال انتشاره بمنبج، لفتت “الحسن” إلى أن مراكز الحجر الصحي تفتقر لأجهزة التنفس الاصطناعي، “فهناك فقط \15\ جهاز تنفس اصطناعي في منبج.”
ويحتوي مشفى الفرات التابع للجنة الصحة على أحد أجهزة التنفس الاصطناعي، أما بقية الأجهزة فهي موزعة على المشافي الخاصة في مدينة منبج.
وتعمل في مدينة منبج عشرة مشاف، بينها تسعٌ خاصة ومشفى عام وحيد (مشفى الفرات) يتبع للجنة الصحة.
في حين تضم المدينة خمسة مراكز صحية تابعة للجنة الصحة وأربعة أخرى تابعة للهلال الأحمر الكردي في مدينة منبج وريفها.
وقال باسل الحميد، المسؤول عن مراكز الحجر الصحي في مدينة منبج، إن “مركزي العزل الصحي في مدينة منبج غير كافيين لأن القدرة الاستيعابية لهما لا تتجاوز \126\ شخصاً.”
ويتسع مركز قرية المحترق المؤقت لست مرضى، ومركز الشرعية لـ\120\ شخصاً، بحسب ما أفاد به “الحميد”.
ولا يحتوي المركزان على أي جهاز تنفس اصطناعي وإنما هناك فقط أسطوانات أوكسجين، بحسب المسؤول عن مراكز الحجر الصحي في مدينة منبج.
ويطالب “الحميد” المنظمات الدولية بتقديم المساعدات والمستلزمات الطبية لكافة مناطق شمال وشرقي سوريا، “فنحن مقبلون على كارثة حقيقة إذا استمر تزايد أعداد الإصابات في المنطقة.”