غياب الالتزام بالإجراءات الوقائية بريف كوباني رغم تزايد مخاطر انتشار كورونا

كوباني- نورث برس

تشهد أرياف مدينة كوباني، شمالي سوريا، مؤخراً غياباً للإجراءات الوقائية من فيروس كورونا بالتزامن مع تبرير سكان انحسار مخاوفهم بعدم وجود تجمعات في الريف وازدياد الإصابات في المدينة.

وبلغت حصيلة الإصابات بوباء كورونا في إقليم الفرات حتى الآن /16/ إصابة، بينها ست حالات تماثلت للشفاء، بحسب هيئة الصحة في الإقليم.

“تخلوا عن الوقاية”

أمام محلٍّ في بلدة شيران، يتبادل نوري محمد (56 عاماً) الأحاديث مع أقرانه دون التزام بإجراءات السلامة من وباء كورونا.

وكانت أول إصابة بفيروس كورونا في إقليم الفرات قد سُجِّلت ببلدة شيران (/8/ كم شرق مدينة كوباني) في الثامن من آب/أغسطس الفائت.

وتشهد شيران تجمّعاتٍ صغيرة للسكان، رغم إلغاء إقامة الحفلات أو خيم التعزية، إذ تقتصر زيارات التعزية على الأصدقاء المقربين بأعداد قليلة، بحسب سكان من البلدة.

وما عدا ذلك، تشهد البلدة حركة اعتيادية ولا يوجد التزام عام بالإجراءات الوقائية من وضع الكمامات وارتداء القفازات والمحافظة على التباعد الاجتماعي.

وقال “محمد” إن سكان البلدة تخوفوا في البداية من الفيروس مع ظهور أول إصابة في بلدتهم وارتفاع الإصابات في مدينة كوباني فيما بعد، “حينها التزم السكان بالبقاء في منازلهم.”

ولفتَ إلى أن سكان البلدة كانوا يضعون الكمامات الصحية مع ظهور حالات الإصابة، “ولكنهم سرعان ما تخلّوا عنها.”

وأضاف: “من بين ألف شخص ربما تجد شخصاً واحداً يضع الكمامة حالياً.”

“الوباء لم ينتهِ”

وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قد قال في الـ/31/ من الشهر الفائت إن “رفع القيود دون السيطرة على الفيروس سيكون وصفة كارثية.”

وأضاف أنه لا يمكن لأي دولة أن تتظاهر بأن الوباء قد انتهى… “الحقيقة هي أن هذا الفيروس ينتشر بسهولة.”

ودعت المنظمة دول العالم إلى مواصلة العمل بقيود العزل المفروضة لمواجهة كورونا.

وكانت خليّة الأزمة بإقليم الفرات قد منعت في الثامن من آب/أغسطس الفائت عقد مجالس العزاء وإقامة حفلات الزفاف والتجمّع في الصالات الرياضية والمقاهي والحدائق العامة.

وكان حكمت أحمد، مستشار هيئة الصحة بإقليم الفرات، قد قال في تصريحٍ سابقٍ لنورث برس إن “السكان لا يتعاملون بجدية مع الوباء وليس هناك تباعد اجتماعي.”

تبريرات

من جهته، قال إبراهيم محمد (49 عاماً)، من سكان قرية “قبه جق” جنوب شرق كوباني، إنه ليس هناك تجمّعات في الريف بشكل عام.

وبرر “محمد” ذلك بعدم وجودِ أسواقٍ كبيرة في “قرى كوباني الصغيرة.”

وأضاف أن “الخوف يكون من التجمّعات في أسواق مدينة كوباني.”

وأشار إلى أن الزيارات إلى المدينة توقفت واختفت التجمّعات من المحلات والأسواق، “كما أنه لم يعد هناك سهرات كالأعوام الماضية.”

ورأى أن الإجراءات التي أقرّتها الإدارة بإقليم الفرات غير كافية للحدِّ من تفشي كورونا، “يجب فرض حظر تجول في المدينة لتخفيف الحركة والتجمّعات في الأسواق.”

وأضاف أن حظر التجول في المنطقة فُرِض قبل وصول الوباء كما تم منع السكان من الذهاب للمدينة، “لكن مع ظهور حالات الإصابة ألُغي حظر التجول.”

وكان محمد شاهين، المتحدث باسم خلية الأزمة، قد قال سابقاً لنورث برس: لا نستطيع فرض قوانين صارمة لحظر التجول ومنع السكان من ممارسة أعمالهم.

وأضاف “شاهين” حينها أن لحظر التجول الكلي “تأثيرات سلبية اجتماعية ونفسية واقتصادية ومعيشية على المجتمع.”

وتعاني مناطق إقليم الفرات من نقصٍ في عدد المنافس الاصطناعية والأجهزة الطبية الأخرى للتعامل مع إصابات كورونا.

كما لا تتوفر كميات كافية من الكمامات والقفازات الطبية، وذلك في ظلِّ ارتفاع الإصابات في الإقليم.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: سوزدار محمد