جهود لتثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا.. ومحللون: الوضع مرشح للانفجار

القاهرة – نورث برس

تسعى الولايات المتحدة ودول أوروبية لترسيخ وقف إطلاق النار في ليبيا، والشروع بالعملية السياسية، في حين يرى محللون سياسيون أن الوضع الحالي لا يزال مرتبكاً.

وتأتي المساعي الأميركية والأوروبية بعد المرونة التي أبدتها الأطراف المحلية مؤخراً بقبول التهدئة، والأحداث الأخيرة التي شهدتها الساحة الليبية.

واعتبر مراقبون سياسيون أن الوضع الحالي لا يزال مرتبكاً، وأن هناك تأهباً من جميع الأطراف، نظراً لتفاقم خلافات الأطراف الدولية والإقليمية.

ومع ترحيب كل الأطراف بالعملية السياسية، إلا أن تفاصيلها ومحاولات كل طرف الحصول على مكتسبات أكبر هو ما يعقد المسألة.

وقد ينذر ذلك بعودة “الحرب” داخل ليبيا، طبقاً لما أكده سياسي ليبي في حديث لنورث برس.

وضع مرتبك

قال محمد العباني، وهو رئيس المؤتمر الوطني الليبي الجامع، في تصريحاتٍ خاصة لـنورث برس، إن “الوضع في ليبيا ما زال يسوده غموض دولي، لأن هناك تغيرات في المواقف من بعض الدول.”

وأضاف أن الشخصيات الليبية التي تتصدر المشهد غير قادرة على تجاوز أزمتها، “إضافة إلى عدم قدرتهم على توحيد رؤية تمكّنهم من الوصول إلى اتفاق.”

وحذر “العباني” من احتماليات اندلاع الحرب الداخلية مرةً أخرى.

وربما تندلع الحرب مرةً أخرى في أي وقت، حتى بين الأطراف نفسها، نظراً للخلافات، بحسب “العباني”.

وقال إن ما يقوم به المجلس الرئاسي من قرارات “ارتجالية” قد يتسبب في انشقاقات داخلية “وتغيير بالمواقف.”

لكن “العباني” شدد في الوقت ذاته على أن “هناك أيضاً رأي عام في الشرق لعدم قبول الحرب مرة أخرى.. وهو ما يعكس أن الوضع العام في ليبيا مرتبك وغير مفهوم.”

تعقيد

وإلى ذلك، قال طارق البرديسي، وهو خبير علاقات دولية بالقاهرة، إن “الأزمة في ليبيا هي أزمة شديدة التعقيد، ولها جوانب عديدة متداخلة، إقليمياً ودولياً.”

ولفتَ إلى أن هذه الأطراف تتحكم في الملف الليبي، فإن أرادت هدنة ووقف إطلاق نار أو اتفاق سياسي سوف تتخذ خطوات في هذا الاتجاه، “وكذلك الحال إن أرادت التصعيد العسكري.”

وأضاف أن الأطراف المحلية الليبية ما هي إلا أطراف مأمورة “أو وكلاء لهذه الأطراف الإقليمية والدولية.”

وشدد “البرديسي” على أن جميع الأطراف تريد تحسين أوراقها التفاوضية قبل التوصل لأي حل سياسي، “وذلك يعتمد على مدى سيطرة تلك الأطراف والنقاط التي وصلت إليها ميدانياً.”

وكانت القاهرة قد حددت محور سرت-الجفرة، “خطاً أحمراً”، وهو أمر له دلالته وأهميته، بحسب “البرديسي”.

ومن بين الأفكار المطروحة مؤخراً، أن تكون سرت منزوعة السلاح.

وهي الأفكار التي وصفها “البرديسي” بأنها “تأتي ليكون هناك تفاوض وتقارب وإن كان البعض يرى أنه حين تصبح سرت والجفرة منزوعتي السلاح فإن ذلك ينتقص من قدرات الجيش الوطني الليبي.”

إعداد: محمد أبوزيد – تحرير: معاذ الحمد