حلب: طلاب مُهَجَّرون من عفرين يفضلون التعلّم بلغتهم الأم

حلب – نورث برس

يفضّل طلابٌ من عفرين، هُجِّروا أثناء الاجتياح التركي لمنطقتهم عام 2018 إلى مدينة حلب شمالي سوريا، استكمال دراستهم باللغة الكردية وفق مناهج اعتمدتها الإدارة الذاتية سابقاً في عفرين.

وترغب روشين دادا (16 عاماً)، وهي طالبة مُهَجَّرة من عفرين، متابعة دراستها باللغة الأم بعدما أنهت المرحلة الإعدادية في مدرسة تعتمد مناهج باللغة الكردية بحي الشيخ مقصود.

وقالت لنورث برس: “أتابع دراستي بمناهج باللغة الكردية في حلب لأنه سيأتي يومٌ وأعود لعفرين لأكمل دراستي هناك.”

وتسبّب الاجتياح التركي في آذار/مارس 2018 بتهجير ما يزيد عن /300/ ألف شخص من سكان عفرين إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية ومناطق الحكومة السورية.

وتقول منظمة حقوق الإنسان في عفرين إنه تم تدمير نحو /70/ مدرسة نتيجة المعارك التي درات في المنطقة.

وتشير تقارير حقوقية إلى حرمان نحو /50/ ألف طالب وطالبة من حقهم في التعليم.

وعملت لجنة التعليم في حي الشيخ مقصود خلال العامين الماضيين، على افتتاح مدارس تعتمد مناهج باللغة الكردية بعد لجوء نسبة من مُهَجَّري منطقة عفرين إلى حلب.

وقالت زينب عثمان (35 عاماً)، وهي مُهَجَّرة من عفرين، إنها تشجّع تعليم أولادها وفق مناهج الإدارة الذاتية، لضمان تعلّمهم بلغتهم الام.

وترسل “عثمان” أولادها إلى مدرسة تابعة للجنة التعليم للمجتمع الديمقراطي في حي الشيخ مقصود، رغم وجود ثماني مدارس تابعة للحكومة السورية في الحي.

وأضافت: “إن لم يتعلم أطفالنا لغتهم الآن سيفقدون هويتهم وثقافتهم وإن ضاعت اللغة ضاع معها الإنسان.”

وقالت روجين قرندل، الرئيسة المشاركة للجنة التعليم في الحي، إنهم بدؤوا قبل عامين بافتتاح مدارس وفق مناهج الإدارة الذاتية ليستكمل طلابٌ من عفرين دراستهم فيها.

ولفتت في مقابلة مع نورث برس إلى أنهم افتتحوا في البداية مدرسة ابتدائية تلاها مدرسة إعدادية، “كما نستعد هذا العام لافتتاح مدرسة ثانوية.”

ورغم وجود مدارس تشترك في إدارتها لجنة التعليم ومديرية التربية الحكومية، حيث يتم تدريس مناهج الحكومة السورية فيها، لكن بعض العائلات “لا ترغب بإرسال أولادها إلى هذه المدارس”.

وطالبت عائلات من اللجنة افتتاح مدارس خاصة بمناهج الإدارة الذاتية ليستكمل أولادهم دراستهم التي توقفت أثناء الاجتياح التركي لمنطقتهم.

وأضافت “قرندل” أن عدد طلاب المرحلتين الابتدائية والإعدادية بلغ العام الماضي /70/ طالباً وطالبة.

وتوقعت عدداً أكبر هذا العام بعد افتتاح باب التسجيل أمام طلاب الثانوية.

وحول الإجراءات الوقائية لحماية الطلاب من فيروس كورونا المستجد، أشارت”قرندل” إلى خطةٍ لتوسيع المدارس وتوزيع الطلاب، بحيث يتحقق التباعد المكاني ولا يتجاوز عدد الطلاب في الصف الواحد /15/ طالباً.

وقالت إنه سيكون هناك معلمة خاصة لتعليم الطلاب على كيفية التقيّد بالإجراءات الاحترازية والتباعد لمنع انتشار الفيروس.

إعداد: زين العابدين حسين – تحرير: هوكر العبدو