مياه تل كوجر بريف ديرك.. حلول إسعافية قريبة وأخرى جذرية بانتظار التمويل

تل كوجر (نورث برس)

تعاني عشرات القرى جنوب بلدة تل كوجر (اليعربية)، بريف ديرك أقصى شمال شرقي سوريا، منذ سنوات نقصاً حاداً في مياه الشرب، وسط مطالبات بحلول ناجعة.

ويرى مسؤولو مياه محليون أن المنطقة بحاجة إلى “إنشاء محطة تحلية أو حفر آبار بحرية لحل المشكلة”.

وقال محمد العبد الله (46 عاماً)، وهو من قرية سفانه جنوب غرب البلدة، إن سكان قريته والقرى المجاورة يضطرون لشراء المياه من صهاريج متنقلة.

وأضاف: “هذا مكلف لسكان القرى الجنوبية، فملء خزان منزلي بسعة ألف لتر كل يومين يكلف /٢٥٠٠/ ليرة سورية”.

وأدى تعرض معظم مرافق ومعدات ضخ المياه في بلدة تل كوجر وأريافها للتخريب والإهمال بسبب ظروف الحرب إلى تفاقم مشكلة المياه في هذه القرى.

وقال زيد المعيزر (٣٨ عاماً)، من قرية العرجا بريف البلدة الجنوبي، إن سكان قريته يجلبون المياه من قرية الولغة المجاورة.

وأضاف: “لكن هذا الأمر لا يحل المشكلة إذ بات نقل المياه مشقة يومية نعاني منها”.

وقال زاهد محمد، مدير مياه تل كوجر، إن هناك /60/ قرية تابعة للبلدة تمتلك خزانات نظامية، وإن هذه القرى لا تعاني من مشاكل في المياه.

لكنه قال أيضاً إن /20/ قرية جنوب تل كوجر تفتقد للمياه بشكل كامل، بالإضافة لست قرى لا تصلح مياهها للشرب.

وتقوم المديرية بتوزيع المياه على القرى بواسطة الصهاريج وبأسعار “رمزية” /500/ ليرة سورية للخزان الواحد (خمسة براميل).

ولعدم كفاية صهاريج مديرية المياه، يقوم أصحاب صهاريج خاصة ببيع المياه بـ/2500/ ليرة لكل ألف لتر.

وخلال الفترة الماضية، كانت منظمة “ميرسي كور”، وهي منظمة إغاثة دولية أمريكية مقرها ديرك، قد وزعت خزانات مياه على سكان في هذه القرى، كما عملت على تأمين بعض المضخات لتعبئتها بالمياه.

وبلغ عدد خزانات المياه الموزعة في ريف البلدة الجنوبي /600/ خزان، إلا أن عملية التعبئة توقفت بسبب الأعطال المتكررة في خطوط الكهرباء، بحسب أحد العاملين مع المنظمة.

وشدد زاهد محمد على أن المنطقة بحاجة إلى محطة تحلية للاستفادة من الآبار المحلية غير الصالحة للشرب أو حفر آبار بحرية يصل عمقها إلى /٣٠٠/ متر على الأقل، بالإضافة إلى الحاجة لوضع مولدات ومناهل.

وقال “محمد” إنهم سيزيدون عدد الصهاريج المتعاقدة، وذلك “كحل إسعافي من أجل ضمان وصول المياه إلى غالبية السكان”.

وذكر مدير مياه تل كوجر أنهم أرسلوا عدة طلبات إلى مديرية المياه في القامشلي لوضع دراسة للمشكلة ومعالجتها، لكنهم لم “يتلقوا أي رد حتى الآن”.

بدوره قال مدير المياه في مقاطعة القامشلي، خورشيد أوسو، في تصريح لـ”نورث برس”، إن مشكلة مياه القرى الجنوبية في تل كوجر موجودة منذ عهد الحكومة السورية في المنطقة.

وأضاف أن لديهم محاولات لإنشاء محطة تحلية لضخ المياه إلى القرى الجنوبية، ولكن المشروع يستوجب “ميزانية ضخمة وجهوداً وكوادر أكاديمية على معرفة بتشغيل المحطة وإنشائها”.

وكشف “أوسو” عن أن مشروعاً بهذا الحجم يفوق طاقاتهم حالياً.

وذكر أنهم قدموا المشروع إلى العديد من المنظمات الإنسانية في شمالي سوريا، وأن إحدى المنظمات (لم يكشف عن اسمها) قررت رفع المشروع إلى مموليها، لكن إجراءاتهم تأخذ وقتاً حتى يتم الموافقة عليها، حسب قوله.

وقال مدير المياه في مقاطعة القامشلي إنهم طلبوا صهاريج إضافية لمنطقة تل كوجر كحل إسعافي، “وسيتم تأمينها بعد صرف ميزانية الجزء الثالث أو الرابع من السنة، بانتظار الحل الجذري وهو إنشاء محطة تحلية لإنهاء المشكلة القديمة”.

إعداد: طريف الهلوش – تحرير: عكيد مشمش – حكيم أحمد