كوباني – نورث برس
يرى نشطاء وسياسيون في مدينة كوباني، شمالي سوريا، أن روسيا لم تلتزم بمضمون تعهداتها لقوات سوريا الديمقراطية حول ضمان أمن واستقرار منطقة شرق الفرات التي تتواجد فيها قوات روسية.
كما أن روسيا، وفقاً لهؤلاء السياسيين، لا تمارس ضغطاً على تركيا لوقف هجماتها وانتهاكاتها في شمال وشرقي سوريا بشكل عام ومنطقة كوباني وطريق (M4) بشكل خاص.
وقال إدريس نعسان، وهو ناشط سياسي من كوباني، إن تركيا تستمر في انتهاكاتها ضد شمال وشرقي سوريا وتستهدف المدنيين على الطريق الدولي (M4) ومناطق مختلفة من كوباني وعين عيسى منذ انسحاب “قسد” من الشريط الحدودي.
وأضاف أن تلك الانتهاكات “تعكس أن الجانب الروسي لا يمارس الضغط الكافي على تركيا، لذلك فإن الأخيرة لا تكترث ببنود الاتفاقية المُبرمة بين الجانبين.”
وكان كلٌ من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، قد توصلا في الـ/22/ من تشرین الأول/ أكتوبر الماضي، لمذكّرة تفاهم حول شرق الفرات.
وتضمنت المذكّرة تسيير دورياتٍ عسكريةٍ روسية-تركية على الحدود السورية الشمالية بعمق /10/ كم، باستثناء مدينة القامشلي.
كما قضت المذكّرة بوقف العملية العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا والتي بدأت في التاسع من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي وأدت لسيطرة الجيش التركي وفصائل المعارضة التابعة له على منطقتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض.
لكن القوات التركية وفصائل المعارضة المسلّحة التابعة لها كررت استهدافها مناطق شمال وشرقي سوريا، ففي الـ/17/ من الشهر الفائت استهدفت بطائرات الدرون ريف بلدة عين عيسى، شمال الرقة، ما أدى لإصابة مدنيين اثنين بجراح.
وأشار “نعسان” إلى أنه بعد التزام “قسد” ببنود مذكّرة التفاهم التي قضت بابتعاد قواتها عن الحدود، فإنه “ليس في المنطقة تشكيلات عسكرية أو أسلحة، وإنما هي محمية من قبل قوات الأمن الداخلي والأطر المدنية والإدارية فقط.”
ولفتَ إلى أن الهجمات التركية “غير مبررة والجانب الروسي مطالب بأن يبدي المزيد من الحزم حيال تركيا لوقف هذه الهجمات.”
ويرى “نعسان” أن الجانب الروسي لا يقوم بواجبه ودوره في حماية “من تقع على عاتقه حمايتهم”، وأن الناس “بدؤوا يفقدون ثقتهم بهذا الضامن.”
وكانت القوات التركية وفصائل المعارضة المسلّحة التابعة لها، قد استهدفت الشهر الفائت، سيارة إدارية في هيئة الدفاع بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، على طريق (M4) الدولي بالقرب من بلدة عين عيسى، ما أدى لمقتل سائقها وإصابة أحد مرافقيها.
وقصفت طائرة تركية مسيّرة، خلال شهر حزيران/يونيو الماضي، منزلاً في قرية حلنج بريف كوباني الجنوبي الشرقي، ما أدى لفقدان ثلاث نساء لحياتهن، بينهن ناشطة نسويّة.
فيما استهدفت طائرة مسيّرة تركية، في الـ/28/ من شهر نيسان/ أبريل الماضي، مركزاً لقوى الأمن الداخلي في مدينة كوباني، ما تسبب بأضرار مادية.
وقال عصمت إبراهيم، عضو اللجنة المركزية للحزب اليساري الكردي في سوريا، إن “روسيا تحاول أن تضغط على قسد دائماً من أجل إدخال النظام السوري إلى مناطقها”، رغم أن القوى السياسية والشعبية في شمال وشرقي سوريا ترفض ذلك.
وأضاف أن روسيا، بموجب تعهداتها لقوات سوريا الديمقراطية قُبيل الاتفاق الروسي-التركي، “مطالبةٌ بأن تُلزِم تركيا بوقف إطلاق النار وتمنعها من استهداف المدنيين.”
لكن نهاد أحمد، عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكردي السوري، قال إنه لا يزال يأمل أن تقوم الدولة الروسية بدورها في شرق الفرات، “لأنها لم تقم بذلك بشكل جيد حتى الآن، فيجب وضع حدود لتركيا.”
وأضاف أن “لروسيا دورٌ كبيرٌ في الملف السوري على الصعيدين الإقليمي والدولي.”
إلا أن “أحمد” لفتَ إلى تجارب أخرى في سوريا، وخاصةً في إدلب، “حيث لم تقم الدول الضامنة هناك أيضاً مثل تركيا وروسيا وإيران بواجباتها في إدلب.”
وحول موضوع فتح طريق (M4)، يقول “أحمد”: “لا نستطيع حتى الآن القول إن روسيا قامت بتأمين الطريق، لأن غالبية السكان يسافرون مع قوافل روسية، لذا حين لا تتوفّر القوافل فإن المدنيين لا يستطيعون العبور.”