العام الدراسي الجديد في إدلب… طلابٌ منقطعون ومدرِّسون بلا رواتب
إدلب – نورث برس
يواجه قطاع التعليم في إدلب، شمال غربي سوريا، هذا العام تحديات كبيرة أدت لتوقّف كثير من المدرِّسين عن ممارسة المهنة وانقطاع آلاف الطلاب عن التعليم.
واضطر آلاف المعلّمين لترك التعليم بعد انقطاع تمويل منظمات دولية، فيما ينتظر أولياء أمور آلاف الطلبة بدء العام الدراسي الجديد دون أي معالم واضحة لشكل العملية التعليمية ومستواها خلال العام الدراسي الجديد.
وقال محمد أبو وليد، وهو نازح من معرة النعمان وأب لثلاثة أطفال لم يرتادوا مدارسهم منذ سنتين، “كانت المدارس في مدينتنا مغلقة أغلب الأوقات بسبب القصف المتكرر وفقدان الأمان.”
وأضاف أن دوام المدارس توقف أيضاً، بعد نزوحهم، بسبب جائحة كورونا، “ما حرم أبنائي من متابعة تسلسلهم الدراسي.”
وقال إنه يأمل حالياً أن “يكون العام الدراسي الجديد أفضل حالاً. “
لكن بقاء مدرسين دون رواتب بعد عملهم تطوعاً العام الماضي، أجبر معظمهم على ممارسة أعمال أخرى، وهو ما لن يسمح لهم بالالتزام بدوام المدارس خلال العام الدراسي الجديد.

وقال المدرِّس عبد الرحيم الرسلان (34 عاماً)، إنه كان يتقاضى مرتباً شهرياً لا يتجاوز /120/ دولاراً أمريكياً، “ورغم قلّته إلا أنه انقطع أيضاً بعد توقف التمويل من قبل المنظمات الداعمة.”
وأضاف أن هذا ما جعله يعاني مع أسرته من صعوبات معيشية، “يزيدها سوءاً الغلاء وانخفاض قيمة الليرة السورية، ما أجبرني على بدء البحث عن عمل آخر أعيل به أسرتي.”
كل هذا دون أي حلٍّ من قبل جهات المعارضة التي تسيطر على المنطقة بدعمٍ تركي، والمتمثّلة بحكومة الإنقاذ والحكومة السورية المؤقتة.
وكانت المدارس والمجمّعات التربوية في إدلب وبلداتها وقراها تُموَّل من قبل منظمات أهلية ودولية، وتُغطّى تكاليفها من الدعم المُقدَّم لها، إلا أن غالبيتها توقفت بعد توقف عمل تلك المنظمات.
فهناك مؤسسات تربوية تتبع لحكومة الإنقاذ، ومدارس تتبع لمديرية التربية والتعليم التابعة للحكومة السورية المؤقتة، لكن جميعها تعتمد على دعم منظمات المجتمع المدني .
بينما يستمر مدرِّسون تابعون للحكومة السورية في دمشق بدوامهم في بعض المدارس ويقبضون رواتبهم من مديرية تربية إدلب التي تم نقل مركزها إلى مدينة حماة منذ سيطرة الفصائل المدعومة من تركيا على المنطقة.
وأبرز الجهات الداعمة للتعليم في إدلب هي منظمة كومنكس التي كانت تدعم أكثر من /800/ مدرسة، لكنها توقفت منذ أيلول/سبتمبر الماضي، ما شكَّل عقبةً أمام استئناف العملية التعليمية في إدلب.
وقال مصطفى حاج علي، مدير الإعلام في مديرية التربية والتعليم في إدلب، إن “منظمة كومنكس كانت تغطي 65 % من مجموع الدعم المُقدَّم لمديريات التربية في إدلب.”
وكانت منظمة كومنكس إلى جانب منظمة كارنوفا الألمانية توقِّع عقوداً سنوية لمدة تسعة أشهر لتلبية حاجات المدارس خلال العام الدراسي، بالإضافة لدفع رواتب المدرِّسين.
وأضاف حاج علي: “وأبقى عدد قليل منها على دعم التعليم وهي منظمة وطن وهيئة ساعد الخيرية، ورغم ذلك لم نتمكن من دفع رواتب المدرِّسين، فعمل ما يقارب /2,000/ مدرّس طوعياً خلال العام الفائت.”
من جهة أخرى، تسرّب عدد كبير من التلاميذ والطلبة خلال العام الدراسي الفائت من المدارس بسبب الحملة العسكرية للقوات الحكومية وحليفتها روسيا في مطلع العام الجاري.
وقال “حاج علي” إن الحملة العسكرية لم تكن السبب الوحيد للتسرّب، بل إن تفشي وباء كورونا شكّل عاملاً إضافياً لتأخّر الطلبة عن متابعة تعلّمهم وحرمانهم من التعويض الصيفي.
وكان التسرّب الدراسي في العام الماضي قد بلغ نسبة /44/ %، لكن حوالي /120/ ألف طالب آخرين تسرّبوا بعد الحملة العسكرية الأخيرة للقوات الحكومية لتتجاوز النسبة /66/ % “، وفقاً للمدير الإعلامي.