مع وفرة إنتاج الفستق الحلبي في منبج… مزارعون يتهمون تجاراً بالتلاعب بالأسعار

منبج – نورث برس

استبشر مزارعو الفستق الحلبي في مدينة منبج شمالي سوريا، خيراً هذا العام بعد أن شهدت محاصيلهم إنتاجاً وافراً، لكن فرحتهم لم تكتمل بسبب تدّني الأسعار.  

وانخفضت أسعار الفستق إلى النصف هذا الموسم مقارنةً مع الموسم الفائت، بالتزامن مع انهيار الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، بالإضافة إلى ما يصفه مزارعون بـ”تحكّم بعض التجار بأسعار المحاصيل.”

وقال حجي زكريا (35 عاماً)، مزارع من قرية العسليّة شمال غربي منبج، إن “إنتاج المحصول هذا العام جيد لكن انخفاض الأسعار أثّر بشكل كبير على المزارعين.”

ويشتري المزارعون مستلزمات الإنتاج “كُلها”، من مبيدات حشرية وأدوية زراعية، بالدولار الأميركي، في حين يكون البيع بالليرة السورية.

وقال “زكريا” إنه إذا ما تمت المقارنة ما بين تكاليف الإنتاج وقيمته لهذا العام، “سنجد أننا لم نجنِ أي أرباح.”

وتتراوح أسعار الفستق الحلبي هذا العام ما بين \3300\ و\6000\ ليرة للكيلو الواحد، بحسب أنواعها، فيما تراوحت العام الماضي ما بين /2000/ و/2500/ ليرة.

وكانت قيمة صرف الليرة العام الفائت تتراوح بين /500/ و /600/ مقابل الدولار الواحد في حين هبطت قيمتها هذا العام وتخطّت حاجز الـ/2000/ ليرة مقابل الدولار الواحد.

وقال “زكريا” الذي يملك قرابة ألف شجرة من الفستق الحلبي، إن ثمن الأدوية والمبيدات الحشرية وحِراثة الأرض فقط كلَّفه هذا العام نحو مليوني ليرة سورية.

وعادة ما يكون إنتاج أشجار الفستق الحلبي جيداً في عام بينما يكون إنتاجها ضعيفاً في العام التالي، بحسب مزارعين.

وتتركز زراعة الفستق الحلبي بمنبج في قرى المحسنة، والعسلية، والصندلية، وأم عدسة، والمحترق، وايلان.

وللفستق الحلبي عدة أنواع بريف منبج، منها العاشوري الذي يُعتَبر أشهرها ويُباع للتحميص، والفستق العنتابي ويُستخدم لصناعة الحلويات، بالإضافة لـلباتوري.

وتحتل أشجار الفستق الحلبي المرتبة الثانية بعد الزيتون في منبج.

وتُقدَّر مساحة الأراضي المزروعة بالفستق الحلبي في منبج قرابة /4000/ هكتار، حيث يبلغ عددها حوالي مليون شجرة، بحسب مدير مؤسسة الزراعة في منبج.

وتدفع طبيعة الإنتاج المزارعين إلى رصد مرابح السنة السابقة لتغطية تكاليف السنة التي لا يحصلون فيها على الإنتاج، وقال حجي زكريا: “بهذا نكون كالذي يعمل دون مقابل.”

ويرى مسعود علي (47 عاماً)، مزارع من قرية المحسنة بريف منبج الغربي، أن تسعيرة كيلو الفستق يجب أن تكون بـ/10/ آلاف ليرة حتى يستطيع سداد تكاليف الإنتاج.

واتهم “علي” تجاراً بـ”التحكّم” بأسعار محصول الفستق الحلبي، وقال: “يستغلّون الوضع الحالي، لشرائه بأسعار رخيصة.”

وطالب “علي” مؤسسات الإدارة المدينة بفتح الطرقات لتصدير الإنتاج إلى الخارج، “وضمان عدم تلاعب التجار بالأسعار وشراء المحصول بأسعار متدنية.”

وكان إنتاج الفستق يُصدَّرُ سابقاً إلى مناطق أخرى من سوريا ودولٍ كالعراق والأردن والسعودية ومصر، “لكن حالياً كل الطرق مغلقة.”

لكن خالد الأوسو، مدير مؤسسة الزراعة في مدينة منبج، قال إنهم بدؤوا يسمحون للتجار منذ يومين بالتصدير لخارج منبج، “شريطة أن يكون حاصلاً على بطاقة غرفة التجارة في منبج.”

وأضاف “الأوسو” أنه لا يوجد ضبط للأسعار، “الأمر عبارة عن عرض وطلب، كلما زاد العرض انخفض الطلب والعكس صحيح.”

وحول انخفاض أسعار الفستق، أشار “الأوسو” إلى أن الإنتاج كبير هذه السنة و”التصدير إلى باقي دول العالم متوقف بسبب كورونا.”

وأضاف أن الاستهلاك المحلي ضعيف جداً “بسبب ضعف القدرة الشرائية لدى السكان.”

وقال أحمد الخراجي (30 عاماً)، وهو صاحب محلٍّ لتسويق الفستق الحلبي في منبج، إن “غالبية المزارعين اكتفوا هذا العام ببيع نصف المحصول وتركوا النصف الآخر.”

وقال “الخراجي” إن إغلاق الطرقات والمعابر بسبب جائحة كورونا، دفع الكثير من التجار لشراء كميات كبيرة من الفستق وتخزينها “بهدف بيعها بأسعار مرتفعة لاحقاً”.

إعداد: صدام الحسن