تركيا تفتتح معبراً تجارياً على أرض مواطن أرمني بسري كانيه

البوابة الجديدة في مدينة سري كانيه (رأس العين)– سوريا

نورث برس – سري كانيه

افتتحت الحكومة التركية والفصائل المسلحة التابعة لها معبراً حدودياً تجارياً، الاثنين، في مدينة سري كانيه(رأس العين) شمال شرقي سوريا.

وأعلن المجلس المحلي للمدينة الذي يتبع لفصائل المعارضة، الاثنين، البدء بعمليات الاستيراد والتصدير عبر المعبر الجديد فيما يبقى المعبر الحدودي الرسمي غرب المدينة مخصصاً لتنقل الأفراد.

استيلاء على أرض

وافتتح المعبر الجديد شمال المدينة ضمن أراض تعود ملكيتها لعدد من سكان المدينة، لكن غالبيتها تعود للمواطن الأرمني آرا كيشيشيان الذي أضطر للهروب من المدينة عقب الاجتياح التركي والفصائل التابعة لها في تشرين الأول 2019.

وكان “كيشيشيان” قد نزح خارج البلاد في العام 2012 بعد هجوم لفصائل من المعارضة مع فصيلي غرباء الشام وجبهة النصرة المتشددين، لكنه عاد إلى المدينة لاحقاً ليستقر فيها.

صراع على المعبر

وكان المجلس المحلي للمدينة قد علق أعماله عقب تسليم الجيش التركي إدارة المعبر لفرقة الحمزة والتي لا تبت للمدينة بصلة.

 وقام رئيس فرقة الحمزة سيف أبو بكر بتعيين أخيه أحمد بولات أبو بكر كمدير للمعبر الجديد الأمر الذي استفز أعضاء المجلس المحلي المطالبين بتعيين شخصاً من المدينة بدلا عنه.

في غضون ذلك سيرت فرقة الحمزة مظاهرة في المدينة متهمةً المجلس المحلي للمدينة بقضايا اختلاس أموال ومطالبةً بتشكيل مجلس جديد.

 لكن المجلس المحلي أعلن أمس، إنهاء تعليق أعماله والعودة إلى عمله “وفقاَ لمقتضيات المصلحة العامة ولخدمة المدنيين” حسب بيانه.

تفضيل للعسكر

وبدت تركيا منحازة في موقفها تجاه تسليم البوابة التجارية لمجموعة عسكرية موالية لها، رغم اعتراض فصائل أخرى و وسكان من المدينة. رغم إجراء المخابرات التركية (MIT) لقاءات في المنطقة مع الطرفين.

وأطلقت تركيا ما يسمى بعملية “نبع السلام” في 9 أكتوبر، مما تسبب في تشريد عشرات الآلاف ومقتل عشرات المدنيين على الأقل.

وتم تعليق الحملة بعد أن أبرمت الولايات المتحدة وروسيا اتفاقيتان منفصلتان مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسماح بانسحاب قوات سوريا الديمقراطية من المنطقة الحدودية بعمق /33/ كلم.

وقال أردوغان في كانون الأول/يناير إن أنقرة تهدف إلى إعادة توطين ما يصل إلى مليون لاجئ سوري كدفعة أولى في تلك الواقعة تحت سيطرتها، إذ أن كثير من عوائل الفصائل هم من أجزاء أخرى من سوريا.

وتواجه تركيا اتهامات بمحاولة تطهير المنطقة الحدودية في كل من منطقتي سري كانيه وتل أبيض وكذلك عفرين من الكرد السوريين.

وقالت الأمم المتحدة إن هناك مؤشرات قوية على قيام الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا بشن مثل هذه الحملة من التغيير الديموغرافي القسري في مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية.

إعداد وتحرير: محمد خير أحمد