مياه الصرف الصحي تتسرب إلى آبار في حسكة ونتائج مخبرية تظهر تلوثها
الحسكة نورث برس
عند وصوله إلى مديرية المياه في مدينة حسكة شمال شرقي سوريا، للحصول على ترخيص لحفر بئر خاص تفاجأ عبد الرزاق الحمد (43 عاماً)، بقرار إلغاء منح التراخيص.
ولجأ سكان في حسكة، بعد إيقاف تركيا ضخ المياه من محطة علوك في آب/ أغسطس الفائت، إلى حفر آبار للحصول على حاجتهم من المياه.
وبالرغم من عدم صلاحيتها، يضطر البعض لشربها بسبب عدم توفر مياه صالحة، ناهيك عن استعمالها للأعمال المنزلية الأخرى من قبل جميع السكان.
وقال “الحمد” لنورث برس، إن البئر بات حاجة ضرورية، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع أسعار شراء المياه من الصهاريج الخاصة.
ووصل سعر شراء المياه لخزان سعته خمسة براميل إلى سبعة آلاف ليرة سورية في المدينة.
لكن ورغم قرار المنع، تمكن سليمان خزيم (37 عاماً)، وهو من سكان حي الناصرة، أن يحفر بئراً أمام منزله، فيما تقول مديرية المياه إن نحو 75% من الآبار حفرت دون ترخيص.

وقالت سوزدار أحمد، الرئيسة المشاركة لمديرية المياه في حسكة، إن وقف الترخيص جاء بعد تحليل مياه تلك الآبار والعثور فيها على جراثيم من المحتمل أن تسبب أمراضاً هضمية وجلدية.
وأكدت وجود تسرب لمياه الصرف الصحي إلى هذه المياه.
بينما ذكر نظيرها في الرئاسة المشتركة نضال محمد، إنهم عثروا على بكتيريا الكوليرا داخل تلك المياه، بالإضافة إلى بكتيريا “اشريشيا كولاي” أو الإشريكية القولونية”.
وكان عمق آبار المنازل في المدينة سابقاً يتراوح بين /15/ و/25/ متراً، لكن حفرها اليوم يصل إلى /40/ متراً، بحسب خليل محمد، وهو صاحب حفارة تعمل في المدينة.
وقالت مديرية المياه إنه تم حفر أكثر من ألف بئر في الفترة الأخيرة بالمدينة، لكن “محمد” يقول إن العدد تجاوز الألفين.
وتبلغ تكلفة حفر المتر الواحد سبعة آلاف ليرة سورية، ليكون مجمل مصروف حفر بئر نحو /500/ ألف حالياً، مع احتساب أجرة الحفارة والمازوت والعمال.
وأضاف صاحب الحفارة الذي ينحدر من مدينة كوباني: “نحاول الابتعاد عن الشوارع الرئيسية كي نستطيع العمل ولا يتم منعنا من العمل.”
والأسبوع الفائت قال عنتر سينو، رئيس الأطباء في مشفى الشعب بالمدينة، إن المشفى يستقبل يومياً مرضى يعانون من الإسهال أو الالتهابات المعوية أو آلام المعدة.
وشدد الطبيب على أن السبب في هذه الحالات “هو شرب السكان لمياه غير نظيفة ومن مصادر غير آمنة.”
وحصلت “نورث برس” على وثيقة مخبرية تظهر عدم صلاحية مياه الآبار للشرب، حيث تكثر فيها نسبة “العكارة والناقلية الكهربائية والأملاح المنحلة”، وفق الوثيقة.
ويحذر عثمان الأحمد، وهو مدير مخبر مديرية المياه، من استعمال هذه المياه لأي غرض كان، فيما “يمنع شربها نهائياً.”
وتشدد مسؤولة المياه سوزدار أحمد، على أن هذه الآبار ستجر المياه الجوفية بشكل “غير معقول” وسيكون لها آثار سلبية على التربة مستقبلاً.