طرق بين عفرين ونواحيها مصدرُ قلقٍ للسكان مع ازدياد حوادث القتل والخطف فيها

عفرين – نورث برس

يشكِّل التنقّل عبر الطرق التي تربط مدينة عفرين، شمال حلب، بالقرى والنواحي التابعة لها ولا سيما طريق عفرين-جنديرس، خطراً حقيقياً على السكان الذين يسلكونه.

وتشهد هذه الطرق، في المنطقة الخاضعة لسيطرة تركيا وفصائل المعارضة التابعة لها، حوادث نهب وخطف وانتهاكات بحق المدنيين، وفقاً لتوثيقات منظمات حقوقية وجهات دولية.

ورغم الدعوات المتكررة التي تلقاها من أقربائه، يمتنع محمود حمو (51 عاماً)، من سكان مدينة عفرين، عن زيارة ناحية جنديرس لحضور سهرة عائلية أو تلبية واجب اجتماعي، خشية أن تكلفه تلبية الدعوة ماله أو حياته.

وقال “محمود”، الذي اشترط استخدام اسم مستعار ليتمكن من الحديث لـ نورث برس، إن “الفلتان الأمني” أجبره كما غيره من سكان مدينة عفرين على المكوث في منزله عند غروب شمس كل يوم.

ولفت إلى أن حالات الاختطاف والقتل ازدادت على الطرقات المؤدية إلى عفرين وخصوصاً الطريق الواصل بين المدينة وناحية جنديرس.

وأضاف أن فقدان الأمان يثير قلقاً دائماً لدى سكان المنطقة الذين يخشون “ما لا يحمد عقابه”، في إشارة إلى انتهاكات شاعت أخبار حدوثها في المنطقة.

وذكر “حمو” أيضاً: “في أغلب الأحيان يختطفون سكان عفرين الأصليين ويطلبون فدية من عوائلهم.”

وأضاف أنه عند تعذر تأمين المبلغ المطلوب “يكون مصير المختطف هو قتله ورميه على قارعة الطريق.”

وتتهم منظمات محلية ودولية فصائل المعارضة المسلّحة بممارسة انتهاكات واسعة النطاق بحق المدنيين، منذ سيطرتها على مدينة عفرين عقب الاجتياح التركي للمنطقة في آذار/مارس 2018.

وقالت زاهدة مستو، وهي نازحة مُهَجَّرة من ناحية جنديرس وتقيم حالياً في مدينة منبج شمال سوريا، إن ما دفعها للانتقال إلى منبج هو فقدان الأمان.

وأضافت أنها انتقلت إلى منبج “نتيجة ممارسات فصائل المعارضة والشرطة العسكرية في عفرين وجنديرس.”

وقالت لـنورث برس: “يستمرّ فقدان الناس على الطرقات في ظروفٍ غامضة، وكذلك هناك تمييز غير مقبول بين سكان المنطقة الأصليين والمستوطنين.”

واُختُطف /6420/ شخصاً من منطقة عفرين في “ظروفٍ مجهولة”، منذ آذار/مارس 2018 لغاية أيار/مايو من العام الحالي، وفق تقرير لمركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا.

وفي الـ/24/ من آب/أغسطس الفائت، اختطف فصيل السلطان محمّد الفاتح، تسعة مدنيين من قرية جولاقا بناحية جنديرس، حسب ما ذكرته منظمة حقوق الإنسان في عفرين.

واتهمت “مستو” وآخرون من المنطقة، الجهات الأمنية “بمشاركة الفصائل العسكرية الأخرى في الانتهاكات أحياناً والتغطية على جرائم مسلّحيها في أحيان أخرى.”

بينما قال أحد عناصر الشرطة العسكرية التابعة لـلجيش الوطني السوري بناحية جنديرس، إنهم تلقوا خلال الفترة الماضية عدة بلاغات حول حالات قتل واختطاف مدنيين على طريق عفرين-جنديرس.

وفي اتصالٍ مع نورث برس، حاول العنصر، الذي رفض كشف هويته، تبرير تكرار هذه الحوادث وعدم إلقاء القبض على مرتكبيها “بكثرة الأشجار المتواجدة على جانبي الطريق وكثرة الطرقات الفرعية في تلك المنطقة.”

وخلال تموز/يوليو الماضي، وثق مركز توثيق الانتهاكات تعرّض /14/ معتقلاً للتعذيب في سجون الفصائل المسلّحة التابعة لتركيا، سُجِّلت منها حالتا قتل وحالتا وفاة تحت التعذيب.

إعداد: خالد الحسن – تحرير: هوكر العبدو