رام الله – نورث برس
قال إيال زيسر، وهو خبير استراتيجي إسرائيلي، الثلاثاء، إن إسرائيل تنظر إلى ضرباتها ضد مواقع لحزب الله بسوريا على أنها منفصلة عن التوتر الحاصل بلبنان.
وأضاف أن إسرائيل ترى أن الهجمات المنسوبة لها الليلة الماضية ضد مواقع عسكرية جنوب دمشق وأخرى لحزب الله بريف درعا منفصلة عن التوتر الحاصل في الجبهة الشمالية مع حزب الله بلبنان.
وأوضح “زيسر” لـنورث برس أنه بالعموم خلال السنوات السبع الأخيرة كان التوتران منفصلان؛ ولم يكن هناك أي علاقة مباشرة بين تصعيد الهجمات الإسرائيلية في سوريا ولبنان.
وتم التعامل بين الطرفين خلال تلك المدة على أن قواعد اللعبة في لبنان منفصلة عنها في سوريا، بحسب “زيسر”.
وأشار إلى أنه “رغم ذلك لا يُمكن إنكار أن التوتر الحاصل حالياً على حدود لبنان مرتبطٌ عملياً بمقتل أحد عناصر الحزب في قصف إسرائيلي قرب دمشق في يوليو/تموز الماضي.”
ومن حيث المبدأ، بحسب “زيسر”، فإن إسرائيل لا تزال تحاول حتى اللحظة، أن تبقي التوترين منفصلين.
وعلى إثر تلك الحادثة، هدد حزب الله بالرد على مقتله، “ما يعني أنه بطريقة أو بأخرى ثمة خشية من تفجّر جبهة لبنان اتصالاً بالتطورات الحاصلة في سوريا”، بحسب الخبير الاستراتيجي.
وبشأن مخاوف انجرار الأمور إلى حرب مع حزب الله، قال “زيسر” إنه “لا أحد يريد الحرب ولكن حزب الله مصمم على تكرار محاولات رده على مقتل أحد عناصره.”
وأضاف: “أعتقد أننا نتكلم عن ضربات محدودة ولكن من المرجح أن تتطور إلى حرب في لحظة معينة، فنحن في الشرق الأوسط الملتهب.”
بدوره، شددمصدر أمني إسرائيلي، لنورث برس، أنه بالرغم من إفشال إسرائيل محاولتين من قبل حزب الله لقتل وإصابة جنود إسرائيليين “إلا أن الحساب لم ينتهي.”
وقال إن أي عملية للحزب يُقتل فيها جندي إسرائيلي، “سيكون خيار الحرب أو ما يشابهها قائماً.”
وأوضح المصدر الأمني أن حزب الله وإسرائيل تحاورا عبر النيران.
وقال إنه في محاولة الرد الأولى من قبل حزب الله قبل أسابيع، قالت إسرائيل للحزب “لقد كُشِفت خليتك في الوقت المناسب ولكن لم أنوِ قتلها…”
وأضاف إن إسرائيل قالت للحزب: “فلتنتهي الحكاية هنا حتى لا نذهب إلى الحرب.”
لكن حزب الله حاول مرة أخرى استهداف إسرائيل ثم فشل، فقام الجيش الإسرائيلي بدك مواقع للحزب قرب الحدود، بحسب المصدر.
وأشار المصدر أن ذلك جاء في تصعيد للهجة التهديد الإسرائيلية “إذا ما كرر الحزب المحاولة مرة ثالثة وقُتِل أي جندي إسرائيلي.”
وشدد المصدر الأمني الإسرائيلي على أن تل أبيب ستستمر بمطاردة حزب الله في سوريا، من منطلق أنها لن تسمح بفتح جبهة ثانية ضدها هناك.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن حزب الله يجمع معلومات استخباراتية عن نشاطات قوات الجيش الإسرائيلي بواسطة مواقع مراقبة يقيمها فعلياً على الحدود مع لبنان.
وأشار إلى أن ذلك يتم تحت غطاء منظمة “أخضر من دون حدود” التي تهدف إلى حماية البيئة.
وأضافت: “المرة المقبلة، إذا أصرَّ حزب الله على تجاهل الرسالة، ستكون النتيجة خطرة جداً على الرغم من أن الطرفين لا يرغبان في التصعيد.”
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إنه يمكن أن يحدث ذلك إذا لم يوقف حزب الله محاولات الانتقام لمقتل ناشطه.”
واستهدف الطيران الإسرائيلي، أمس الاثنين، مواقع لقوات الحكومة السورية جنوب دمشق، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ القصف الإسرائيلي طال جنوب غرب دمشق وريف درعا الشمالي في جنوب البلاد.
وبحسب المرصد الحقوقي، فإن القصف طال مواقع لحزب الله اللبناني ومجموعات سورية موالية له، في ريف درعا الشمالي.