قرية بريف الرقة الجنوبي… سكانٌ يعانون منذ ثلاثة أعوام لتأمين خبزٍ “مدعوم”
الرقة – (نورث برس)
يضطر فايز العلي (34 عاماً)، من سكان قرية كسرة فرج جنوب الرقة، لقطع مسافة سبعة كيلومترات يومياً لتأمين حاجة عائلته من الخبز.
ويعاني نحو ستة آلاف شخص من مشكلة تأمين الخبز منذ ثلاثة أعوام إثر إغلاق فرن المعجون في القرية، وهو أحد أقدم الأفران في المنطقة.
وغالباً ما يعود “العلي” إلى منزله صِفرَ اليدين، فيتوجه إلى المدينة وينتظر في طابورٍ أمام أحد الأفران لساعاتٍ طويلة ليحصل على الخبز.
وقال “العلي” إن نساءً وأطفالاً ومسنين من القرية يضطرون للذهاب إلى قرية كسرة شيخ الجمعة، والتي تبعد سبعة كيلومترات، “لشراء الخبز.”
وأضاف أنهم يعودون في معظم الأحيان دون أن يشتروا الخبز، بحجة أن “مخصصات الفرن من الطحين بالكاد تكفي سكان قرية كسرة شيخ الجمعة.”
ولا يملك السكان خياراً آخر سوى الذهاب إلى مدينة الرقة، وهو ما يضطرهم للانتظار ساعات طويلة أمام الأفران “المدعومة.”
وعادةً ما تتشكل أمام الأفران العامة في الرقة، طوابير طويلة من السكان الذين يضطرون للانتظار لثلاث أو أربع ساعات ليتمكنوا من الحصول على الخبز.
وشهدت المدينة مؤخراً ارتفاعاً في أسعار الخبز السياحي مع انهيار قيمة الليرة السورية منذ نحو ثلاثة أشهر.
وأشار “العلي” إلى خطورة الازدحام أمام الأفران مع انتشار كورونا، “يدعوننا إلى التباعد واتباع وسائل الوقاية، لكن لا ينتبهون إلى الازدحام أمام الأفران.”
وأضاف “العلي” الذي يعيل عائلة مكوّنة من /13/ شخصاً أن شراء الخبز السياحي صعب لأغلب السكان، “لا نستطيع شراء الخبز السياحي باستمرار لأن تكلفته باهظة.”
وتحتاج عائلته يومياً إلى كمية من الخبز السياحي بمبلغ يفوق /5000/ ليرة، “بينما إذا اشترينا الخبز المدعوم لا تتجاوز التكلفة /700/ ليرة.”
وتُباع ربطة الخبز السياحي في مدينة الرقة حالياً بـ/600/ ليرة، بينما يباع الخبز المدعوم في الأفران العامة بـ/88/ ليرة.
وقال “العلي” إن سكان قرية كسرة فرج قدّموا عدة شكاوى لمجلس الرقة المدني لحلِّ مشكلة فرن القرية وإعادة افتتاحه ودعمه بمادة الطحين، “ولكن دون جدوى.”
وأضاف: “هناك في مكتب التموين من يعمل على عرقلة افتتاح الفرن وذلك لأسباب شخصية.”
ويرى عبد الرحمن الحسين (34 عاماً)، من سكان قرية كسرة فرج، أن الحل يكون بـ”السماح لفرن القرية بالعمل وتزويده بمادة الطحين.”
وأضاف أن الحل الآخر هو “توظيف مندوبين لتوزيع الخبز وتخفيف معاناة السكان.”
وقال عبد الرزاق المعجون (35 عاماً)، صاحب فرن المعجون، إن الفرن عمل /30/ عاماً كفرنٍ مدعوم، “وتحوّل بعد تحرير الرقة إلى فرن سياحي لأربعة أشهر.”
وأشار إلى أنه حاول إعادة الفرن إلى فرنٍ مدعوم وراجع لجنة الاقتصاد والتموين في مجلس الرقة المدني لكن دون جدوى.
وقال “لم يحصل على كمية الطحين المخصصة لإعادة افتتاحه.”
ولفت صاحب فرن المعجون، والذي تم افتتاحه عام 1987، إلى أن الفرن “يستوفي جميع الشروط الفنية والصحية لعمل الأفران.”
وكان الفرن يغطي حاجة سكان القرية، و”يخفف الضغط” على أفران مدينة الرقة، ولكن لم “يقدموا لنا حتى الآن المبرر المُقنِع لعدم دعمنا بمادة الطحين.”
من جهته، قال مصطفى العباس، رئيس دائرة حماية المستهلك ومتابعة الأسواق، إنه “من غير الممكن تفعيل فرن المعجون كفرن مدعومٍ مرةً أخرى.”
وبرر رئيس الدائرة التابعة لمكتب التموين في لجنة الاقتصاد بمجلس الرقة المدني ذلك بأن “فرن المعجون عمل بعد تحرير مدينة الرقة كفرنٍ سياحي.”
وأضاف: “هناك قرار صدر عن المجلس في شهر آب/أغسطس 2019، يقضي بعدم السماح بتحويل الأفران السياحية إلى مدعومة.”
وأشار إلى أن سبب إصدار القرار هو أن كميات الطحين الموزَّعة على الأفران المدعومة هي كميات “مدروسة وموزَّعة بحسب الكثافة السكانية لكل منطقة.”
وقال إنه إذا تم فتح المجال بتحويل الأفران السياحية إلى أفران مدعومة، فإن ذلك “سيؤثر على الأفران الأخرى.”
ونوّه إلى أنه ستنخفض كميات الطحين المُخصصة للأفران المدعومة “في حال تم قبول تحويل الأفران السياحية إلى أفرانٍ مدعومة.”
ويتبع لمكتب التموين بمجلس الرقة المدني، /109/ أفران مدعومة متوزعة في المدينة وريفها، بحسب “العباس”.