بلدات شمال حلب… غياب الخدمات يخيّب آمال العائدين بعد نزوحٍ طويل

حلب (نورث برس) –  لم تمر فترة طويلة على دخول قوات الحكومة السورية إلى مناطق شمال غربي مدينة حلب، لتعود عدة عوائل إلى منازلها وتجد ممتلكاتها شبه مدمرة بعدما تركوها قبل سنوات.

ولعلَّ الأمل بحياة طبيعية بعيدة عن النزوح هو أكثر ما شجّعهم على العودة، ليجدوا منطقتهم تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، والخدمات الأساسية غائبة دون أن تحرّك الحكومة ساكناً.

وقال عبد الإله العجان (34 عاماً)، من سكان بلدة كفر حمرة شمالي مدينة حلب: “الخدمات في البلدة شبه معدومة وكل ما تمّ إعادته هو لافتة وضِعت على مدخل المجلس البلدي ومجموعة أعلام حكومية”.

وكان “العجان” يأمل أثناء عودته إلى البلدة برفقه عائلته، بتفعيل الخدمات الأساسية من جانب الحكومة السورية بدايةً من الكهرباء وانتهاءً بترميم المنازل المدمَّرة.

وكانت الحكومة السورية قد أعلنت في شباط/فبراير الماضي، سيطرتها على الطريق الدولي الواصل بين حلب ودمشق، لتدخل إلى قرى وبلدات أبرزها حريتان وعندان وكفر حمرة شمال غربي حلب.

وبعد الانتهاء من عمليات التمشيط وتفكيك الألغام والمفخخات، عادت عوائل من سكان هذه البلدات وغيرها إلى منازلها على أمل الاستقرار فيها بعد رحلةٍ شاقة من النزوح.

وأضاف “العجان” في مقابلة مع “نورث برس”: “أنا وأسرتي من أوائل العائدين إلى البلدة، بعد خروج الفصائل المسلّحة منها مطلع العام الجاري”.

وأشار إلى أن منزله تعرض للدمار والخراب والنهب أثناء المعارك التي جرت بين الفصائل وقوات الحكومة، ويحتاج حالياً إلى إصلاحات ليكون صالحاً للسكن، بحسب قوله.

وقال أيضاً: “كنا نأمل بعودة سريعة للخدمات في بلدتنا التي لا تبعد عن مدينة حلب سوى كيلومترات قليلة، ولكن ما زالت آمالنا معلَّقة”.

وتشير تقارير إلى أن الغارات الجوية الروسية والقصف المدفعي الحكومي قُبيل السيطرة على الطريق الدولي أديا إلى تدمير معظم البُنى التحتية في أكثر من /30/ قرية وبلدة بمحيط مدينة حلب.

وقال وليد ربيع إسكيف (50 عاماً)، من سكان بلدة عندان، إن بلدته تشبه في الوقت الراهن “صحراء مقفّرة” لا يتوفر فيها من الخدمات شيءٌ يُذكر.

ونوَّه أن البلدة تحتاج إلى جهدٍ وخدمات واهتمام ولا تحتاج إلى زيارات من جانب مسؤولين يقدّمون لهم في كلّ زيارة “وعوداً فارغةً” على حدِّ تعبيره.

وذكر بأنه تفقّد قبل أيام منزله الكائن قرب المركز الصحي في الحي الشرقي من البلدة، وكان “المنزل قابلاً للسكن ولكن يحتاج لبعض الإصلاحات”.

وقال: “ما رأيته لم يشجعني على العودة الى منزلي وبلدتي وأفضِّل السكن في مدينة حلب رغم أنني أتكلّف إيجارات المنازل”.

وأشار إلى أن خدمات الحكومة السورية اقتصرت فقط على ترميم مبنى البلدية ومقار الشرطة والمراكز الصحية التي عادت شكليّاً إلى العمل، على حدِّ قوله.

ومن جهته، لفتَ عبد الكافي عمر رستم (46 عاماً)، من سكان بلدة حريتان، إلى عودة النشاط السكاني إلى البلدة “لكن لم تقدّم الحكومة دعماً كافياً للسكان”.

وقال في مقابلة مع “نورث برس” إن تفعيل الفرن وحافلات النقل الداخلي ووضع لافتة وعلم على البلدية وقدوم عناصر الشرطة إلى مركز البلدة “لا يُعتَبرُ إنجازاً”.

وأضاف: “نحتاج إلى إزالة الأنقاض وتزويدنا بالكهرباء وتأهيل شبكات المياه والصرف الصحي وتفعيل المدارس والمشافي وغيرها”.

ومن جانبه، قال المهندس أحمد زهير ديبو، وهو رئيس بلدية حريتان: “إن المنطقة ما زالت تعاني من بطءٍ في عملية التأهيل، لكن الأمور ستشهد تطورات إيجابية خلال الأيام القادمة”.

وأضاف بأنهم يعملون جاهدين بالتعاون مع مجلس محافظة حلب لإعادة كافة الخدمات الرئيسية وتأهيل المرافق الحيوية في البلدة، بحسب قوله.

وقال: “يتم العمل على صيانة محطة كهرباء حريتان وإعادة التيار إلى مختلف مناطق شمال حلب ومن ثم افتتاح المدارس والمستوصفات وتعبيد الطرقات”.

إعداد: جان حداد – تحرير: هوكر العبدو