محال سكان عفرين… مصدر تمويلٍ وإتاوات لقيادات الفصائل المسلّحة التابعة لتركيا

عفرين (نورث برس) – لم تنجو محلات سكان مدينة عفرين شمالي حلب من هيمنة الفصائل المسلّحة التابعة لتركيا عليها كما هو حال بيوتها، إذ جعلوا منها مصدر تمويلٍ آخر يضاف إلى المنازل والأراضي وممتلكات السكان.

ودفع ذلك الأمر، بسكان المنطقة لمغادرتها خوفاً من ازدياد مطامع تلك الفصائل، حتى لا يضطروا لدفع إتاوات لقاء بقاءهم في منازلهم.

وقال توفيق دلو (48 عاماً)، وهو أحد المُهَجَّرين من مدينة عفرين: “لقد استولى فصيل جيش الشرقية على محالي التجارية”.

وأضاف: “تم تهديدي بقوة السلاح على تسليم مفاتيح محالي الثلاث لقائد عسكري في جيش الشرقية يُدعى أبو خولة، وإلا سيكون مصيري القتل”.

“كل ذلك أسهم في إعداد ما تيسَّر لي من أغراض، والفرار بنفسي وزوجتي وابنتي إلى مناطق شمال شرقي سوريا خشية يد الغدر التي قد تطالني طمعاً في مالي”، بحسب قوله.

وتعرض معظم سكان منطقة عفرين للتهجير أثناء اجتياح عفرين من قِبل الجيش التركي والفصائل المسلّحة التابعة له في آذار/مارس 2018، ولاذ معظمهم بالفرار باتجاه ريف حلب الشمالي أو مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، هرباً من انتهاكات الفصائل المتعددة بحقهم.

أما ياسر العمر (54 عاماً)، وهو اسمٌ مستعار لأحد سكان مدينة عفرين، فقد قال إن “أغلب المحال المُستولى عليها كانت لأهالي عفرين الذين هُجِّروا من منازلهم قسراً بحجج لا علاقة لها بالحقيقة”.

وأضاف: “استولت الفصائل على محال سكان عفرين، لتبيع بعضها بأسعار تتراوح ما بين ألف إلى ألفي دولار أمريكي بحسب مساحة المحل وموقعه، وبعضها اكتفت بتأجيره لمستوطني الغوطة وغيرهم بأسعار متفاوتة ما بين /50/ إلى /150/ دولار أمريكي شهرياً”.

وأشار إلى أن كل قائد من قادة الفصائل المسلّحة التابعة لتركيا حوّل بعض المحال مرآباً لسيارته في حال كان منزله قريباً من المحل”.

وقال العمر: “من المؤلم جداً أن أذهب إلى دكان ابن عمي لشراء مواد غذائية فأتفاجأ بوجود مستوطن يجلس مكانه ويبيع فيه بعد أن استأجره من فصيل (جيش الشرقية) بـ/75/ دولار أمريكي شهرياً”.

وكان فصيل جيش الشرقية، وهو أحد تشكيلات الجيش الوطني، قد رسم علم تركيا والعلم الذي تستخدمه بعض أطراف المعارضة على أغلب المحال التجارية التي سيطر عليها في إشارة إلى استملاكها والرجوع إليه في حال الشراء أو الإيجار.

وقال عنصر من جيش الشرقية، رفض التصريح عن اسمه، لـ”نورث برس” إن “جميع محال ومنازل أهالي عفرين الذين شاركوا بالقتال ضد فصائل المعارضة في عام 2018 غنيمة يحق لنا التصرف بها كيفما شئنا”.

وأضاف: “لكن جشع قيادات الجيش حرم أغلب العناصر من الانتفاع بمردود تلك المحال، بحجة دعم الفصيل وتقويته وتجهيز صالات رفع لياقة للمقاتلين وغير ذلك من الأمور التي بات أغلب العناصر يتيقن أنها محض كذب لا أكثر”.

إعداد : خالد الحسن – تحرير: روان أحمد