رغم المخاوف… سكانٌ بريف ديرك يرتادون المضافات دون الوقاية من كورونا

ديرك (نورث برس) – رغم وجود مخاوف لدى سكان ريف ديرك أقصى شمال شرقي سوريا، من انتقال عدوى فيروس كورونا من أشخاص قد لا تظهر عليهم أعراض المرض، إلا أن ارتياد المضافات لم يتوقف حتى الآن.

 ويقصد سكان المنطقة المضافات عادةً إما لطلب التوسط من الوجهاء لأجل حلِّ مشكلةٍ ما، أو لطلب العون والمساعدة في أمر ما أو للتسامر وقضاء الوقت فيها.

وتشهد مضافات قرى “كوجر ميران” بريف ديرك جلسات يومية بحكم العادات المتوارثة، ولكن دون اتخاذ إجراءات وقائية من الإصابة بفيروس كورونا.

وقال عبيد عبد العزيز (65 عاما)، من سكان قرية طبكي بريف ديرك، لـ”نورث برس”، إن “إنشاء المضافات وارتيادها جزءٌ من ثقافة منطقتهم وقد ورثوا تلك العادة عن آبائهم وأجدادهم”.

وأضاف “عبد العزيز”، أن سكان القرى يجتمعون مع الوجهاء في مضافات قرى الـ”كوجر” التي يتراوح عددها ما بين \15-20\ قرية، لمناقشة المشكلات وإيجاد الحلول المناسبة لها.

وأشار إلى أن تلك المضافات كانت تكتظ سابقاً، لكن الهجرة إلى أوروبا أدت إلى تراجع مرتاديها، “لذلك تجد حالياً ما بين \10-15\ شخصاً يرتادونها بشكل يومي”.

وبخصوص الإجراءات المُتَّبعة للوقاية من كورونا في المضافة، قال المختار إنهم يعرفون بعضهم البعض جيداً ونتيجة لهذه المعرفة لم يتخذوا أيّ إجراءات.

وتابع: “بنينا قرية طبكي منذ عام 1945 (…) ومنذ ذلك العهد ما نزال نحافظ على ارتياد المضافة، وهي عادة قديمة لدينا”.

وسجَّلت مدينة ديرك وريفها حتى الآن /46/ حالة إصابة بفيروس كورونا، توفي منهم حالتان، بحسب هيئة الصحة في الإدارة الذاتية.

وتؤثِّر العادات والتقاليد المجتمعية في المنطقة على مدى الالتزام بإجراءات السلامة واتباع التدابير الوقائية من فيروس كورونا.

من جانبه، أفاد نعيم حامد علي (65 عاما)، من سكان قرية طبكي، أن انتشار فيروس كورونا لم يؤثِّر على ارتيادهم للمضافة لكنهم “يطبِّقون قواعد التباعد الاجتماعي كإجراء وقائي حتى لا تنتقل العدوى لهم”.

وأشار إلى أن نحو \15 –20\ شخصاً يرتادون المضافة لاحتساء القهوة والشاي حتى غروب الشمس، ومن ثم يعودون إلى منازلهم إلى أن يحلَّ المساء ليرتادوا المضافة ثانيةً ويتسامروا فيها حتى الـ/11/ ليلاً.

وأضاف “علي”: “لا نستطيع مقاطعة المضافة (…) لكنني كشخصٍ مصابٍ بالربو ويعاني أمراضاً كثيرةً أخرى، أضع كمامةً ولديّ فنجان قهوة خاص وعبوة مياه خاصة”.

وبحسب عادات المضافات، يتم توزيع القهوة المرّة، خاصةً عند الاستقبال، بالفنجان ذاته على كلّ الجالسين، الأمر الذي يزيد من مخاطر الإصابة بفيروس كورونا.

وبلغت حالات الإصابة بفيروس كورونا في مناطق الإدارة الذاتية حتى الآن /556/ إصابة من بينها /35/ حالة وفاة و/101/ حالة شفاء بحسب الأرقام الرسمية لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

إعداد: سولنار محمد – تحرير: عكيد مشمش