استهداف دوريات روسية-تركية مشتركة على طريق (M4) بإدلب… ومحلّلون يختلفون حول الأسباب

إدلب – (نورث برس) يُجمِع عدد من المحلّلين والناشطين والمُهتمين بتطورات الوضع في منطقة إدلب، على أن الاستهداف المستمر للدوريات الروسية-التركية المشتركة من قبل مجهولين على طريق الـ”M4″ الدولي، يهدف إلى عرقلة اتفاق الـ/5/ من آذار/مارس المُبرم بين الجانبين، والذي يقضي بوقف دائم لإطلاق النار في تلك المنطقة.

وشهد طريق حلب-اللاذقية (M4)، خلال الشهرين الماضيين، عدة حوادث استهداف طالت الدوريات المشتركة، وأدى بعضها إلى جرح عناصر روس والبعض الآخر إلى إعطاب وتضرر مركبات عسكرية تركية.

وتُنفَّذ تلك الهجمات على الرغم من انتشار الحواجز التي تتبع لـ”هيئة تحرير الشام”، إضافةً لانتشار عناصر يتبعون للجيش الوطني السوري الموالي لتركيا.

وقال مهند أوغلو، وهو محلل سياسي تركي، لـ”نورث برس”، إن “هذه العمليات تأتي لاستهداف الاتفاق التركي-الروسي”.

وأشار إلى أن “بعض الفصائل المتطرّفة لا تريد أن يكون وقف إطلاق النار مستداماً لأنه يعطّل عليهم الكثير من المصالح”.

وفي الـ/25/ من آب/ أغسطس الجاري، تعرضت دورية روسية-تركية مشتركة لهجوم بقذيفة صاروخية من مجهولين، حيث أشارت وكالة سبوتنيك الروسية إلى إصابة جنديين روسيين بارتجاجات خفيفة في الدماغ جراء الانفجار الذي أصاب الدورية في إدلب.

وعقب الهجوم، خرجت كتائب خطاب الشيشاني لتعلن مسؤوليتها عن الهجوم.

وأشارت في بيان تناقله ناشطون، إلى أن “الروس لا يفهمون إلا لغة القصف والنسف”.

وتوعدت باستمرار عملياتها في تلك المنطقة.

وفي الـ/17/ من الشهر الحالي، تعرضت دورية مشتركة أخرى لهجوم مماثل بصاروخ موجَّه بعد وصولها إلى المنطقة الواقعة بين مدينة أريحا وبلدة تل مصيبين في إدلب، ولم تُسجَّل حينها أي أضرار أو خسائر بين عناصر الدورية.

واستهدفت عربة مفخخة في الـ/14/ من تموز/يوليو الماضي، دورية مشتركة أثناء مرورها بالقرب من مدينة أريحا، ما أدى حينها لإصابة /3/ جنود روس.

وقال مصطفى محمد، وهو محلل سياسي يقيم في مدينة أنطاكيا التركية، لـ”نورث برس”، إنه “زادت وتيرة عمليات الاستهداف قبيل الانتهاء من عملية الانتقال إلى دفع قوات النظام السوري لما قبل حدود مورك، واستعادة خارطة السيطرة لفصائل المعارضة على القرى والبلدات التي خسرتها نتيجة الحملة العسكرية”.

وأضاف أن “بعض المدنيين يخشون من تقدّم قوات النظام، لذلك يرفضون تسيير الدوريات العسكرية الروسية على طريق الـ(M4)”.

وأشار إلى أن “هناك من يرفض العملية السياسية بشكل عام ويفضّل المواجهة لكن ليس لديه القدرة العسكرية على فتح معارك على محاور قتالية”.

والمستفيد الأكبر من تلك العمليات من وجهة نظر “محمد” هي قوات الحكومة السورية “نظراً لاستثمارها تلك الاستفزازات وتجييش الروس على أنهم يحاربون تنظيمات إرهابية”.

من جهته، قال أبو عبادة الإدلبي، وهو ناشطٌ مقرَّبٌ من الجيش الوطني المدعوم من تركيا، إن “هناك من يقول إن ما يجري مسرحية يمكن للروس الاستفادة منها من خلال الضغط على تركيا لتمرير تفاهمات أفضل”.

إلا أن “الإدلبي” قال أيضاً إن “الكلام السابق غير دقيق… هناك اختراقات أمنية تحدث ولا يستطيع الطرفان المشتركان في تفاهمات (الممر الآمن) السيطرة عليها”.

وأضاف أنه “يمكن لروسيا أن تضع ملف الاستهداف على الطاولة في أي وقت، ويمكنها أيضاً الضغط لرسم خرائط جديدة”.

وحول وجهة النظر الروسية، قال دينيس كوركودينوف، وهو رئيس المركز الدولي للتحليل والتنبؤ السياسي، لـ”نورث برس”، إنه “وفقًا لبنود الاتفاقيات الروسية-التركية، فإن مسار الحركة وتكوين الدورية وحقيقة مرافقة العسكريين يعكس بشكل رسمي رغبة موسكو وأنقرة في ضمان الأمن ومنع المسلحين من مهاجمة السكان المحليين”.

وأشار إلى أن تنفيذ مثل هذه الاتفاقيات يتضمّن بعض الصعوبات المرتبطة بإحجام تركيا عن السماح للجنود الروس بدخول المناطق التي تتركز فيها القوى الرئيسية للمسلّحين والتي لها أهمية استراتيجية للسياسة التركية.

وتهتم موسكو بضمان سيطرتها على كامل أراضي إدلب، على الرغم من حقيقة أن تركيا تعارض تعزيز النفوذ الروسي بسبب المواقف غير المنسَّقة للأطراف، والتي ينجم عنها أنواع مختلفة من الاستفزازات على طول خط الدوريات، بحسب “كوركودينوف”.

وأشار إلى أنه “وعلاوة على ذلك، تم تنسيق معظم الهجمات مع القيادة التركية”.

ويقول “كوركودينوف” إن “تركيا تستخدم الهجمات كذريعة للضغط على موسكو. وفي المقابل، لم تدرك موسكو بعد أن معظم هذه الهجمات يسيطر عليها حليفها”.

إعداد وتحرير: معاذ الحمد