السويداء (نورث برس) – رأى نشطاء ومقربون من فصائل محلية، أن المنافسة على السيطرة العسكرية في السويداء، جنوبي سوريا، والدور الروسي والإيراني بالإضافة للفصائل المحلية يطرح سيناريوهات مختلفة حول مصير المحافظة.
كما يشير هؤلاء إلى تأثيرٍ إسرائيلي على الدور الروسي جنوبي سوريا، في حين تبدو الحكومة السورية أمام خيارات صعبة في المعادلات السياسية المقبلة.
وتُدار محافظة السويداء من قبل جهات أمنية حكومية تشرف على مؤسسات ومجالس تابعة للحكومة وتمّ تشكيلها بقانون الإدارة المحلية، إلى جانب انتشارٍ كثيف للفصائل المحلية، بحسب نشطاء من المنطقة.
وتتوزع الفصائل المحلية في السويداء على موالية للحكومة السورية ولإيران التي تديرها من خلف الكواليس، وأخرى تتحفظ على هذا الارتباط وتلتزم الصمت إزاء بعض الحوادث الأمنية، وأبرزها فصيل “رجال الكرامة”.
وقال سامي الورهاني (55 عاماً)، وهو ناشط مدني في محافظة السويداء، لـ”نورث برس”، إن هناك سيناريوهات متعددة حول مصير السويداء في المشهد السوري القادم.
ورأى أن هناك ثلاثة سيناريوهات للحديث عنها، “أولها، انضمام الفصائل المحلية للتسويات والمصالحات مع الحكومة السورية، وإمكانية تأدية الشباب والمتخلفين للخدمة الإلزامية والاحتياطية ضمن رديف يتبع للجيش السوري”.
وأضاف أن هذا السيناريو “مستبعد حالياً لأن الشباب المطلوبين للخدمة لا يثقون بالحكومة ووعودها”، حسب تعبيره.
أمّا السيناريو الثاني فهو “توافق روسي-إسرائيلي، يمنع تدخل الجيش السوري في السيطرة عسكرياً على السويداء، وإعطاء المجتمع الدرزي حرية تقرير مصيره وإدارة منطقته”.
الأمر الذي رأى “الورهاني” فيه أنه “يعطي نفوذاً واسعاً لروسيا في السويداء، التي ستستخدمه كورقة تفاوض لتعزيز مركزها في المنطقة الجنوبية من سوريا”، حسب قوله.
وأشار إلى أن هذا الحل يُعامل بحساسية عالية وعدم رضى من شريحة واسعة من أبناء السويداء، “لأنّهم يعتبرون روسيا محتلة، وإسرائيل عدواً تاريخياً”.
بينما رجح “الورهاني” السيناريو الثالث المتمثل في الحفاظ على الواقع الراهن على ما هو عليه، حتّى حدوث تقدم في الحلّ السياسي النهائي للأزمة في سوريا.
وتوقع أيضاً أن تحصل الفصائل المحلية، التي تتولى حماية السكان حالياً، على مكاسب ثابتة في الحل السياسي النهائي، كاشتراط تمثيل سياسي معين، أو الاعتراف بخصوصية معينة لمناطقهم من خلال الإدارة المحلية.
ويقتصر التواجد العسكري للقوات الحكومية النظامية داخل ثكناتها على أطراف محافظة السويداء، بينما تنتشر الأجهزة الأمنية بكثافة داخل المحافظة وتتدخل في إدارة المؤسسات الحكومية، بحسب عسكري متقاعد من السويداء طلب عدم نشر اسمه.
أما أكرم زيتونة (60 عاماً)، وهو مقرب من فصائل “رجال الكرامة”، يرى أنّ الصراع حالياً على إدارة السويداء عسكرياً، يكمن في الصراع الخفي بين الفيلق الخامس المشكّل روسيّاً والفرقة الرابعة المدعومة إيرانياً.
وأشار إلى أن “الصراع الجلي في السيطرة على السويداء ودرعا، يظهر في جانبين، فالأول، تظهر فيه الزيارات المكوكية لضباط روس ومحاولاتهم إقناع الفصائل المحلية بالانضمام إلى الفيلق الخامس، والتلميح عبر وسطاء إلى إمكانية منح الدروز حكماً ذاتياً”.
وأما الجانب الآخر، فإن الفرقة الرابعة الممولة مالياً وعسكرياً من قبل إيران، “لا تزال تقف حائلاً أمام المشروع الروسي ومن خلفه إسرائيل، وذلك ليس خشية من التقسيم، بل للحفاظ على النفوذ الإيراني”.
ولفت “زيتونة إلى أنّه في الآونة الأخيرة “برز فصيل الدفاع الوطني في السويداء كواجهة عسكرية قوية، دُربت عناصره من قبل حزب الله اللبناني داخل معسكرات عرى، للوقوف في وجه الفيلق الخامس”.
وتشير التحليلات إلى أنّ الحكومة السورية وروسيا، ستتوجهان لحسم ملف السويداء بعد اتضاح المشهد في شمال غربي سوريا وشمال شرقها، “لكن هذا لا يعني أنَّ الحسم سيكون عسكرياً بسبب الاعتبارات الداخلية والدولية”، بحسب “زيتونة”.