سياسيون: تركيا لم تتمكن من التدخل في منبج لعدم موافقة قوى دولية

منبج (نورث برس) – يرى سياسيون من مدينة منبج، شمالي سوريا، أن تركيا لن تتمكن من تحقيق مسعاها في إقناع قوى دولية بالموافقة على شن عملية عسكرية ضد المدينة، وهو الأمر الذي عملت من أجله خلال الأعوام الأربعة الماضية.

 كما أنها فشلت، وفق هؤلاء السياسيين، من إحداث شرخ بين مكونات المنطقة، رغم تخوف سكان في المدينة وريفها من احتمال هجمات تركية.

وقال عماد موسى، نائب رئيس حزب سوريا المستقبل في منبج، إن تركيا فشلت في إقناع الدول بإعطائها الضوء الأخضر لمهاجمة منبج، كما “فشلت جميع محاولاتها بزعزعة الأمن والاستقرار في المدينة”.

وأشار إلى أن تركيا منذ اليوم الأول لطرد تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش) من منبج قبل أربعة أعوام، “أطلقت العديد من التهديدات المتكررة لاحتلال المدينة ولا تزال تطمع باحتلالها حتى الآن”.

وتعتبر منبج مركزاً تجارياً واقتصادياً هاماً شمالي سوريا لأنها تربط مدينة حلب بمناطق شرق الفرات في القامشلي والرقة والحسكة وشرقي دير الزور.

ويرى “موسى” أن تركيا تتغافل عن الواقع الموجود في المدينة الآن وأنها تدار من قبل أبنائها، “وذلك عبر استخدام شعارات وادعاءات من قبيل تحرير منبج من الإرهاب وإعادة السكان الأصليين إليها”.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد تمكنت بدعم من التحالف الدولي، منتصف آب/ أغسطس عام 2016، من طرد مسلحي تنظيم (داعش) من منبج بعد معارك دامت أكثر من شهرين.

ولفت نائب الرئاسة المشاركة لحزب سوريا المستقبل في منبج إلى أن “الإدارة المدنية والمجلس العسكري في المدينة يضمان أبناء منبج من كافة المكونات”.

لكن منى الخلف، من حزب التحالف الوطني الديمقراطي في منبج، رأت أن المخاوف من الهجمات التركية على أي منطقة في سوريا تبقى مرهونة بالاتفاقات السياسية بين الدول الفاعلة على الأرض في سوريا.

وأضافت: “نوع من الضبابية لا يزال موجوداً حول ما ستؤول إليه الأمور في منبج”.

رغم ذلك، قالت “الخلف” إن فشل المحاولات التركية لزعزعة الاستقرار بالمدينة أدى إلى “زيادة التلاحم بين المكونات في منبج”، على حد تعبيرها.

وذكرت أن هدف تركيا “من السعي لاحتلال مدينة منبج هو لتحقيق العديد من المآرب التي قد تكون سياسية أو عسكرية أو اقتصادية”.

وكانت منبج قد تعرضت خلال الأعوام الماضية لتهديدات علنية بشن عملية عسكرية على المدينة من قبل مسؤولين أتراك، من بينهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

من جهته، قال محمد العبو، الرئيس المشارك للمجلس التشريعي في مدينة منبج، إن تركيا تطمع منذ القديم “للتدخل واحتلال مناطق في سوريا”.

وأضاف أنها استغلت بداية الأزمة السورية عام 2011 عن طريق دعمها لمختلف التنظيمات المسلحة لاحتلال مناطق جرابلس وأعزاز وعفرين، ثم تل أبيض ورأس العين مؤخراً.

 لكن “العبو” اتفق مع سابقيه في أن ” كل المراهنات والاندفاعات التركية باءت بالفشل، لعدة اعتبارات أولها أن الخارطة السياسية الإقليمية الموجودة الآن لن تسمح لتركيا بالتقدم دون اتفاق مع الدول الفاعلة في الشأن السوري”.

ورأى أن التكاتف الموجود بين المكونات في مدينة منبج والتي تتفق أن تركيا هي دولة احتلال، “يجعل الطريق أمام تركيا مسدوداً وشائكاً”.

إعداد: صدام الحسن- تحرير: سوزدار محمد