الملف السوري يتصدّر الواجهة من جديد… ومعارضون سوريون يوضحون سياسة أمريكا الجديدة

إسطنبول – (نورث برس) تباينت الآراء فيما يتعلق بالتحرك الأمريكي الأخير في ملف الأزمة السورية، خاصةً بعد الزيارات المكوكية التي أجراها المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، والوفد المرافق له، واجتماعه بوفد من المعارضة السورية، إضافةً لاجتماعه بالمسؤولين الأتراك.

وفي وقت رأى فيه البعض أن هذا التحرك يأتي دعماً للملف السوري ولإغراق روسيا في المستنقع السوري بشكل أكبر، قلّل آخرون من أهمية هذا التحرك الأمريكي وانعكاساته على الملف، خاصةً بعد فشل المباحثات الأخيرة للجنة الدستورية، والتي شهدتها العاصمة السويسرية جنيف.

ومنذ الـ/21/ من آب/أغسطس الجاري، وقبيل انعقاد مباحثات “اللجنة الدستورية” التي انطلقت في الـ/24/ من الشهر ذاته، وصل جيفري إلى أنقرة حاملاً معه الملف السوري.

واجتمع خلال زيارته مع المسؤولين الأتراك إضافةً لوفد المعارضة السورية.

وذكرت وسائل إعلام تركية رسمية، أن جيفري، بحث من الأتراك ومع وفد المعارضة السورية ملفات عدة من أبرزها مكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وملف سوريا، والتعاون الثنائي في المنطقة.

وناقش جيفري، إمكانية تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم /2254/ المتعلّق بوقف إطلاق النار والتوصّل إلى تسوية سياسية للوضع في سوريا، إضافةً لمناقشة سياسة الضغط الاقتصادي والسياسي التي تنتهجها الولايات المتحدة ضد الحكومة السورية.

وتعليقاً على ذلك، قال رشيد حوراني، وهو باحث في المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام، لـ”نورث برس”، إنه “يمكن قراءة زيارة جيفري إلى تركيا قبل توجهه إلى جنيف واجتماعه بالمسؤولين الأتراك والمعارضة السورية تحت بندين”.

وأشار إلى أن البند الأول هو “دعم تركيا وخططها في سوريا إلى أبعد حدٍّ ممكن وذلك لإغراق روسيا في المستنقع السوري أكثر”.

وأما الأمر الثاني فهو “الطلب من المعارضة أن تكون أكثر استقلالية في تصرفاتها وقراراتها وتنأى بنفسها عن خلافات الدول الإقليمية”.

وكان المُلفت للانتباه في ملف القضية السورية وبالتزامن مع جولة مباحثات اللجنة الدستورية، هي الزيارة الثانية التي أجراها جيفري إلى تركيا، الأربعاء الماضي.

وقال جيفري لحظة وصوله، إن يحمل معه “تطورات مثيرة” فيما يخص الملف السوري، الأمر الذي أثار حفيظة مراقبين ومهتمين بالشأن السوري.

ولم يفصح جيفري، عن تلك التطورات المثيرة، وما دار بينه وبين المسؤولين الأتراك تضمّن بحث الوضع الراهن في إدلب والعملية السياسية وأعمال اللجنة الدستورية ومكافحة الإرهاب واللاجئين، والقضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية.

ورغم هذا التحرك الأمريكي، فشلت جولة مباحثات اللجنة الدستورية، والتي لم يتم التوصل خلالها إلى أي نتيجة أو إحداث أي خرق ما يشي بأن حلاً سياسياً ما للأزمة السورية يلوح في الأفق.

وفي هذا الصدد، قال مأمون السيد عيسى، وهو معارض سوري، لـ”نورث برس”، إن “البوابة التي كنا نتوقع منها حالياً إنجازاً سياسياً هي اللجنة الدستورية وقد انتهت جولتها (السبت) بالفشل”.

وأضاف: “‏لكن إشارات جيفري حول إدلب، ربما تنبئ بعمل على إنجاز تثبيت حدود سوتشي وخلق منطقة منزوعة السلاح وآلية إدارة ومراقبة تضمن عودة اللاجئين، وهذا يعتبر إنجازاً مهماً إن حصل”.

ورأى “السيد عيسى” أن “هنالك رأيٌ وآخرٌ معاكسٌ له، الأول أنه فات الوقت ليتمكن الجمهوريون من تحقيق إنجاز في الملف السوري بسبب اقتراب وقت الانتخابات وأن أي نجاح جزئي  في هذا الملف سوف يستثمره جو بايدن المرشّح للرئاسة الأمريكية مستقبلاً ليبني عليه”.

أما الرأي الثاني بحسب المعارض السوري، فيتمثّل في أنه “يمكن للجمهوريين إنجاز اختراق سياسي في الملف السوري في الوقت المتبقي قبل الانتخابات”.

وكانت المعارضة السورية، قد طالبت أمس السبت، القوى الكبرى بالمساعدة في التوصّل إلى وقفٍ لإطلاق النار على مستوى البلاد في الأشهر المقبلة.

ودعا هادي البحرة، الرئيس المشارك للجنة الدستورية السورية للمعارضة، في تصريحاتٍ صحفية، “القوى الكبرى إلى وقف إطلاق النار في البلاد”.

وقال “البحرة” إن ذلك يأتي “لتمهيد الطريق أمام الانتقال السياسي”.

واُختُتمت الجولة الثالثة من مباحثات اللجنة الدستورية السورية في جنيف، أمس السبت، بعد عدة جلسات نقاش استمرّت على مدار الأيام الثلاثة الماضية.

ونقلت وكالة “روسيا اليوم” عن مصدر مشارك في المباحثات، أن المباحثات الأخيرة “لم تسجِّل أي تقدّمٍ ملموسٍ حتى الآن، إلا إذا كانت الأجواء الإيجابية تُعدُّ تقدّماً”.

كما لم يتم تحديد موعد الجولة القادمة بعد.

إعداد وتحرير: معاذ الحمد