أعمال سرقة وسلب في ناحية بعفرين تؤدي لتهجير مزيد من سكانها
عفرين (نورث برس) – أدى استمرار حالات السرقة وسلب الممتلكات في ناحية راجو شمال غرب عفرين، بريف حلب الشمالي، إلى فرار عائلات أخرى من الابتزاز والانتهاكات التي تمارسها فصائل المعارضة التابعة لتركيا بحق الأهالي منذ سيطرتها على المنطقة في آذار/مارس 2018.
وتكثر في المنطقة حوادث السرقة والنهب للأملاك والمرافق الخاصة والعامة والممارسات اللا قانونية والانتهاكات غير الإنسانية أمام عجز سكان المنطقة عن حماية أنفسهم وممتلكاتهم.
وقال محمود مستو (39 عاماً)، وهو اسم مستعار لمزارع من راجو: “منذ قرابة الشهر كنت بأرضي مشغولاً بقطف الخضراوات، لأتفاجأ بعد انتهائي من عدم وجود دراجتي النارية التي ركنتها على حافة الطريق”.
وأضاف: “ذهبت إلى مخفر الشرطة الذين سجلوا ضبطاً بالحادثة، ووعدوني بإلقاء القبض على السارق”.
لكن وبعد مضي شهر على حادثة السرقة وعدم إبلاغه من قبل المخفر بأي معلومة، أيقن “مستو” أن دراجته “لن تعود”، وفق تعبيره.
وتسيطر على ناحية راجو بعفرين فصائل “أحرار الشرقية” و”جيش الشرقية” و”سليمان شاه” المعروف بـ (العمشات)، وهي فصائل منضوية تحت لواء الجيش الوطني الموالي لتركيا.
وقال إبراهيم حجو، (55 عاماً) وهو أحد سكان راجو انتقل مؤخراً للعيش في منبج: “وجهت فصيل جيش الشرقية عدة تهم لي، أبرزها استخدام سيارتي نوع (فان) من قبل أقارب لي متهمين بانتسابهم للحزب”، في إشارة للإدارة الذاتية التي كانت تدير لجان ومؤسسات في عفرين قبل السيطرة التركية عليها.
وأضاف: “اتهموا أقاربي باستخدامهم السيارة أثناء المعارك بمنطقة عفرين في نقل سلاح ورجال، مدّعين أنهم رصدوا السيارة أثناء المعارك”.
بعد توجه “حجو” لمحكمة في مدينة عفرين، تم إصدار قرار ببقاء السيارة بحوزته، “ربما لضبط الاحتقان الموجود عند غالبية أهالي البلدة من تصرفات عناصر الفصائل”، على حد تفسيره.
لكنه صدم بعد مضي عدة أشهر على الحادثة بسرقة سيارته من داخل المستودع بعد كسر القفل، “قمت بتقديم شكوى لقسم الشرطة في البلدة لكن دون إمساك طرف خيط يدل على هوية السارق”.
وقال “حجو”: “أنا واثق أن عناصر فصيل جيش الشرقية هم من قاموا بسرقة سيارتي، وذلك بعد نظرات عناصره الحاقدة لي عند عبورهم إلى مقرهم قرب منزلي، ما دفعني إلى الخروج من المنطقة خشية تعرضي لمكروه لا ينقذني منه مالي كله”.
استمرار حالات السرقة ذاتها، دفع علي شيخو (44 عاماً)، من أهالي راجو، إلى بيع أثاث منزله خوفاً من السطو عليه من قبل الفصائل التابعة لتركيا والسفر لمدينة منبج بريف حلب.
وقال “شيخو”: “كان قرار الخروج أمراً صعباً ومؤلماً بالنسبة لي، غير أن تسلط الفصائل والفلتان الأمني الذي اتسعت رقعته في المنطقة هو ما أجبرني على السفر”.
وأضاف: “رغم معرفتي المسبقة بأن الفصائل ستستولي على منزلي وأرضي حال خروجي وهذا ما حدث، غير أن ضمان حياتي وحياة زوجتي كان أهم عندي من كل شيء”.
وتتحكم الفصائل بإدارة المنطقة بعد أن بسطت سيطرتها على جميع مفاصل الحياة، فهي تأخذ وتقبض على من تريد، بحسب عنصر من شرطة راجو.
وقال العنصر، الذي رفض التصريح عن اسمه لدواع أمنية، إن “الجهات الأمنية رغم خضوعها للفصائل ذاتها غير قادرة على ضبط الأمن في المنطقة، لقلة عددها مقابل الانتشار الكبير للفصائل بمنطقة عفرين”.