سكان وكوادر تدريسية في دمشق يتخوفون من كورونا ودعوات لاعتماد “التعليم الإلكتروني”
دمشق (نورث برس) – يخشى سكان في العاصمة دمشق، مع اقتراب بدء دوام المدارس، من تفشي كورونا بين أطفالهم رغم إعلان وزارة التربية “البروتوكول الصحي” للحدِّ من انتشار الفيروس.
ونصَّت تدابير الوزارة على تقليل الازدحام داخل الصفوف الدراسية وتقليل مدة الدوام، وتدريب كوادر الصحة المدرسية لاكتشاف الحالات المُشتبهة والتصرف عند ظهور إصابات في المدرسة.
لكن “البروتوكول” أثار سخرية بعض السكان على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبروه “غير قابل للتطبيق” في ظل غياب شروط تنفيذه.

وقالت وصال الخيّر ( اسم مستعار)، وهي أم لطفلين من حي الميدان، إن السكان اعتادوا على أن تكون جميع الإجراءات الصحية الحكومية “حبراً على ورق”.
وأضافت: “أنا متأكدة أن الأمر لن يختلف هذه المرة، فقد قالت الحكومة سابقاً عند افتتاح الجامعات إنها ستتخذ إجراءات، لكنها لم تنفّذها”.
وتُعتَبرُ العاصمة السورية دمشق، مؤخراً، أكبر بؤرة تفشي لفيروس كورونا في البلاد بسبب عدد الإصابات الكبير فيها واكتظاظ المشافي بالإصابات وارتفاع أعداد الوفيات، وفق مصادر في وزارة الصحة.
وسجَّلت وزارة الصحة، أمس الجمعة، /59/ إصابة جديدة بفيروس كورونا ليصل العدد الكلي للإصابات في مناطق سيطرة الحكومة السورية إلى/2563/ إصابة، من بينها /584/ حالة تعافي و/103/ وفاة.
وأقرَّ الفريق الحكومي، الأسبوع الماضي، تأجيل بدء العام الدراسي من مطلع أيلول/سبتمبر المقبل إلى الـ/13/ منه.
بينما يرى أولياء أمور وإداريو مدارس أن من المبكِّر افتتاح المدارس في ظل تفشي فيروس كورونا، داعيين إلى اعتماد نظام التعليم الإلكتروني أسوةً بالكثير من الدول .
واعتبرت صفاء أحمد (اسم مستعار)، وهي إدارية في إحدى مدارس حي المهاجرين بدمشق، أن بدء الدوام المدرسي سيكون له ” تداعيات خطيرة” على الوضع الصحي في البلاد.
وأضافت: “إذا أُصيب التلميذ في المدرسة بعدوى الفيروس، من الممكن أن ينقله إلى أفراد عائلته خاصةَ مع فصل الشتاء وتجمّع أفراد العائلة حول المدافئ”.
وتقترح الإدارية استبدال نظام التعليم التقليدي بالإلكتروني وبدء العمل على توفير البنية التحتية له، “بدل الانشغال بإصدار بروتوكولات من الصعب تطبيقها على أرض الواقع”.
وقالت الحكومة، في بيانٍ لها الأحد الماضي، إن البروتوكول الصحي يضمن الحفاظ على صحة التلاميذ والعاملين في الحقل التربوي واستمرار جودة العملية التعليمية.
ويتخوف فداء الجاسم (اسم مستعار)، وهو مدرّس في إحدى مدارس دمشق، من فقدان عدد “لا يستهان به” من الكوادر التدريسية، خاصةً كبار السن منهم، “مثلما حدث مع العشرات من الأطباء المهمين الذين فقدوا حياتهم نتيجة إصابتهم بكورونا”.
وأضاف لـ”نورث برس”: “الجميع سيحمِّل الحكومة أي ضرر يطال الكوادر التدريسية في ظل إصرارها على فتح المدارس وسط هذا الوضع المتردي للقطاع الصحي”.