الاتحاد الأوروبي يتجه لفرض عقوبات على تركيا

(نورث برس) – يعتزم الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على تركيا بسبب النزاع في شرقي المتوسط مع اليونان وقبرص، في حين شدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على أن بلاده “ستواصل حماية حقوقها”.

وقال خوسيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، إن الاتحاد يُعِدُّ عقوبات ضد تركيا.

وأضاف أنه يمكن مناقشتها في القمة القادمة للتكتل يوم الـ/24/ من أيلول/سبتمبر كطريقة للرد على النزاع في شرقي المتوسط مع اليونان.

وأشار إلى أن الإجراءات يمكن أن تشمل الأفراد أو السفن أو استخدام الموانئ الأوروبية.

وقال إن الاتحاد الأوروبي سيركز على كل ما يتعلق “بالأنشطة التي نعتبرها غير قانونية”.

من جانبه، قال مكتب أردوغان، الجمعة، إنه تحدث مع ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، بشأن التطورات في شرقي المتوسط.

وأبلغه أن تركيا “ستواصل حماية حقوقها ومصالحها في كل مكان”.

وقال أردوغان إن على “الناتو تحمّل مسؤولياته تجاه الخطوات الأحادية التي تتجاهل القانون الدولي، وتضرُّ بالسلام الإقليمي شرقي المتوسط”.

بدوره، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الجمعة، الاتحاد الأوروبي لإبداء التضامن مع اليونان وقبرص في الخلاف حول احتياطيات الغاز الطبيعي قبالة قبرص وامتداد الجرف القاري لكل منهما.

وشدد على ضرورة فرض مزيد من العقوبات على مستوى الاتحاد الأوروبي، على الرغم من وجود انقسامات داخل التكتل بشأن تلك القضية.

وأوضح أنه اتخذ موقفاً صارماً هذا الصيف فيما يتعلق بأفعال تركيا شرقي المتوسط “بغرض وضع خطوط حمراء لأن أنقرة تحترم الأفعال لا الأقوال”.

وأضاف: “حين يتعلق الأمر بالسيادة في منطقة شرقي المتوسط، يجب أن تكون أقوالي متسقةً مع الأفعال”.

وقال: “يمكنني أن أبلغكم أن الأتراك لا يدركون ولا يحترمون سوى ذلك… ما فعلته فرنسا هذا الصيف كان مهماً: إنها سياسة تتعلّق بوضع خطٍ أحمر. لقد طبقتها في سوريا”.

وكانت فرنسا قد انضمّت الأسبوع الماضي إلى مناورات عسكرية مع إيطاليا واليونان وقبرص في شرقي البحر المتوسط.

من جانبها، قالت صحيفة “يديعوت احرونوت” إن تركيا وقطر تتطلعان إلى أن تتحوّلا إلى طرف إقليمي مؤثِّر، لكن بوسائل مختلفة.

واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن التحالف القطري-التركي تحوّل إلى عدوٍ للمعسكر العربي السني المعتدل.

ورأت “يديعوت احرونوت” أن تركيا تحاول أن تتحوّل إلى قوة إقليمية عظمى في الحوض الشرقي للبحر المتوسط من خلال رافعةٍ هي في الأساس اقتصادية.

ويريد أردوغان السيطرة على مخزون النفط والغاز الذي تحتاج إليه الصناعة التركية، وهو مستعدٌّ للمخاطرة بخوض مواجهة عسكرية مع اليونان، بحسب الصحيفة.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد أوضح منتصف الشهر الجاري خلال استقباله وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، أن إسرائيل تقف إلى جانب اليونان في ظل الأزمة الناشبة بينها وبين تركيا في شرقي المتوسط.

وتصاعد التوتر بين تركيا واليونان، مع إرسال أنقرة سفينة للمسح الزلزالي ترافقها سفن حربية قبالة شواطئ جزيرة كاستيلوريزو اليونانية في شرقي المتوسط.

فيما نشرت اليونان أيضاً سفناً حربية لمراقبة السفينة.

ويُعدُّ هذا الخلاف هو الأحدث على عمليات التنقيب عن مصادر الطاقة في شرقي المتوسط الغني بالغاز، والتي باتت سبباً للنزاعات بين تركيا واليونان وقبرص وإسرائيل.

تحرير: معاذ الحمد