غياب الدعم الحكومي واعتماد بذار غير ملائم يتسببان بتراجع زراعة القطن بريف الرقة الشرقي

الرقة (نورث برس) – تراجعت زراعة القطن في ريف رقة الشرقي خلال سنوات الحرب السورية رغم أنها كان تحتل الدرجة الأولى من حيث المساحة والإقبال من جانب المزارعين.

وتشهد المنطقة عزوفاً من جانب المزارعين عن زراعته بعد اعتماد الحكومة السورية التي تسيطر على المنطقة صنفاً جديداً من بذار القطن بدل صنف خاص كان معتمداً منذ عقود بريف الرقة الشرقي.

ومنذ استعادة الحكومة السورية السيطرة على المنطقة في أيلول/ سبتمبر 2017 تحاول إعادة النشاط الزراعي إلى سابق عهده إلا أنها غير قادرة على تأمين الأصناف التي من المفترض زراعتها للحصول على إنتاج وفير.

وقال المزارع عبد الجليل الخلف، (44 عاماً) إنه لم يزرع القطن منذ أربع سنوات متتالية لانقطاع البذار من صنف “الرقة 5” واستبداله بصنف /33/.

وأضاف أن الصنف الجديد لا يحقق إنتاجاً وفيراً، بسبب عدم ملائمته لتربة منطقة الرقة وعدم تحمله لدرجة الحرارة المرتفعة.

وقال أيضا: “عندما قمت بزرع /12/ دونماً من صنف /33/ لم ينتج سوى /30/ طناً، بينما كان صنف “الرقة 5″ينتج أكثر من /60/ طن، أي أن الصنف الجديد لم يكن يعوض نصف تكاليفه لذلك توقفت عن  زراعة القطن”.

وكانت منطقة الرقة تأتي في مقدمة المناطق السورية بزراعة القطن وإنتاجه منذ عام 1960، حيث اكتسب أهلها خبرة في زراعته، كما اعتمدت وزارة الزراعة في مطلع التسعينيات صنفاً جديداً خاصة بمنطقة الرقة أطلق عليه اسم “الرقة 5” وقد تم تعميمه على الفلاحين حينها لزراعته.

إلا أن مستودعات المديرية في الرقة تعرضت للنهب خلال فترة سيطرة الفصائل المسلحة على المنطقة عام 2013 ، ليختفي صنف “الرقة  5” ما أجبر المزارعين على اعتماد صنف /33/ بدلاً منه إلا أنه يبقى أقل إنتاجية وجودة.

في سياق متصل أشار المزارع محمد الوردي، (38 عاماً) إلى أن مديرية الزراعة الحكومية في الرقة لم تقدم لهم الأسمدة اللازمة في هذا العام لتعويض الأرضي عما خسرته خلال السنوات السابقة.

وأضاف “هذا ما دفعني لعدم زراعة القطن والاكتفاء بزراعة المحاصيل الصيفية لأن مصاريف القطن باتت مرتفعة جداً مقارنة مع السنوات السابقة ولا يمكن المجازفة بزراعته إن لم تكن جميع مستلزماته متوفرة”.

وقام مكتب الوحدة الإرشادية في ريف الرقة بتوزيع بذار صنف “الرقة 5” على /10/ مزارعين فقط، لعدم وجود بذار كافي لعموم المنطقة، “لذلك تتراجع زراعة القطن عاما بعد آخر وهذا يهدد الأمن الزراعي”، حسب وصف “الوردي”.

وقال أحمد جمعة، مدير إدارة بحوث القطن في سوريا لـ”نورث برس”، “خلال السنوات الخمسة الماضية أجبرنا على زراعة القطن بصنف /33/ رغم معرفتنا برداءته لكنه كان خيار أفضل من ترك الأراضي بلا زراعة”.

وأضاف أن مركز البحوث بدأ بإكثار البذار من صنف “الرقة 5″ منذ العام الماضي بعدما فقد نتيجة السرقة التي تعرضت لها مستودعات البذار من جانب الفصائل المسلحة”.

وتوقع جمعة أن يصل إكثار البذار في هذا العام إلى /300/ طن من صنف “الرقة 5” ، ليتم توزيعه على جميع المزارعين وتخطي مرحلة تراجع الزراعة التي شهدتها السنوات السابقة.

وكانت الحكومة السورية قد لجأت في السنوات السابقة وأثناء سيطرة تنظيم الدولة “الإسلامية”(داعش)على الرقة والجزيرة إلى زراعة القطن في محافظة اللاذقية، ما سبب تراجع بنسبة 47 % لعدم مناسبة مناخها وتربتها للقطن.

إعداد : علي الآغا  – تحرير : روان أحمد