واشنطن – هديل عويس – نورث برس

قالت نادين ماينزا، نائبة رئيس اللجنة الأميركية لحرية الأديان في العالم، أمس الأربعاء، إن ضغوطات اللجنة على الحكومة الأميركية عززت دعم واشنطن للإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا.
وأضافت “ماينزا”: “نعمل على المزيد من الملفات المتعلّقة بدعم واشنطن لتجربة الإدارة الذاتية”.
وقالت نائبة رئيس اللجنة الأميركية لحرية الأديان في العالم في حوارٍ خاص لـ”نورث برس”، إن “توصيات اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية لعبت دوراً كبيراً في الدعم الأميركي المتزايد والراسخ للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”.
وأضافت: “لكن الفضل الأول يعود طبعاً للإدارة التي قامت بالعمل الجاد لإنشاء حكومة تحترم الحريات الدينية وحقوق المرأة وتشترك مع أميركا بالكثير من القيم”.
وأشارت إلى أن هناك الكثير من الملفات “التي لعبت توصياتنا دوراً في التأثير عليها”.
وقالت: “أبلغنا القيادة الأميركية مؤخراً معارضتنا الشديدة لاستضافة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لقادةٍ من حماس في إسطنبول في الـ/٢٢/ من آب/أغسطس الجاري”.
وأضافت: “عملنا على حثَّ واشنطن على التحرك لمعالجة ملف تدهور أوضاع الحريات الدينية في تركيا، الأمر الذي نرى أنه بدأ ينجح بتوجيه السياسات الأميركية للتحرك باتجاه الضغط على تركيا في هذه المجالات”.
وأفادت التقارير التي وصلت إلى اللجنة من منظمة مراقبة الإبادة الجماعية، أن “تركيا والميليشيات المدعومة منها ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
ودفعت تلك التقارير اللجنة الأمريكية للحريات الدينية لإرسال توصيات لتمارس الولايات المتحدة ضغوطاً كبيرةً على تركيا لتقدّم جدولاً زمنياً لانسحابها من سوريا، بحسب “ماينزا”.
وأضافت “ماينزا” التي عيّنها الرئيس ترامب عام 2018 في لجنة الحريات الدينية، وهي أعلى لجنة دينية حكومية في الولايات المتحدة، بأن “الحقائق على أرض الواقع واضحةٌ بالنسبة لهم”.
وتم توثيق انتهاكات فظيعة ضدَّ الأقليات، ارتكبتها تركيا والجماعات المسلّحة التابعة لها تشمل القتل والاغتصاب والخطف والتهجير القسري وتدمير المواقع الدينية، بحسب تقارير حقوقية وصلت إلى اللجنة الأميركية للحريات الدينية.
بينما تتمتّع مناطق الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، بظروف تحمي الحريّات الدينية بشكل “رائع”، على حدِّ تعبير “ماينزا”.
ونوَّهت “ماينزا” إلى أن السلوك التركي بقيادة الرئيس أردوغان هو أمرٌ تركّز عليه لجنة الحريات الدينية التي تسعى لمعالجة الكثير من الملفات المتعلقة بقمع الحريات الدينية في تركيا، بحسب قولها.
وقالت إن “تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، وسجن القس أندرو برونسون، وتجنيد تركيا لجماعات طردت الكرد والمسيحيين من عفرين تحت اسم (الائتلاف السوري لقوى المعارضة) هي أحداث متصلة ولا يمكن عزلها عن بعضها البعض بل تخبرنا الكثير عن شخصية أردوغان وما يريده وما سنفعله من جانبنا تجاه تركيا في المستقبل”.
وقالت أيضاً: “نعمل اليوم على الضغط لتحقيق عدد من الأهداف التي تصبُّ في صالح الانحياز للقيم الأميركية الراسخة”.
وأضافت: “نشجع حكومة الولايات المتحدة والسفير جيمس جيفري لأن يأخذ بعين الاعتبار الكلمات الواردة في قرار الأمم المتحدة رقم (2254)”.
وقالت إنه على جيفري “أن يسأل نفسه، أي حكومة في سوريا تدعم وتضمن تحقيق عملية سياسية (بقيادة سورية خالصة) وتلتزم بوحدة سوريا وسلامتها الإقليمية والطابع غير الطائفي، وتشارك المرأة حقوقها؟”
وأضافت أن الحكومة الوحيدة التي تتوافر بها هذه الصفات هي حكومة الإدارة الذاتية حليفة الولايات المتحدة والتي هزمت تنظيم “داعش”، ويجب أن ندفع بشكل جدّي لتكون جزءاً من عملية السلام والانتقال السياسي على الرغم من معارضة دول مثل الصين وروسيا، على حدِّ قولها.
وأدانت “ماينزا” الضربات الجوية التركية في العراق، والتي اعتبرتها جزءاً من منهجية إقليمية تركية قائمة على استهداف المدنيين والأقليات الدينية في الشرق الأوسط، بحسب قولها.
ورداً على سؤال “نورث برس” حول مقترح قدّمه مايكل روبين في إحدى ندوات لجنة الحريات الدينية، دعا فيه إلى استئناف مفاوضات السلام بين تركيا والكرد السوريين، قالت نائبة رئيس اللجنة الأميركية لحرية الأديان، “إن اللجنة ترحّب وتسعى إلى تعزيز فرص السلام في سوريا، والتي ستقود إلى تأمين الحريات والحقوق الدينية لكل الجماعات على الأراضي السورية”.