أطفال مخيمات إدلب بدون رعاية صحية والوقاية من “كورونا”
إدلب – حلا الشيخ أحمد – نورث برس
بتفاصيل مريرة يعيش آلاف السوريين في مئات المخيمات العشوائية شمال غربي البلاد، مع غياب كامل لسبل الحماية من خطر فيروس “كورونا” المستجد.
فعلى أطراف مدينة إدلب لا هم لسكان المخيمات العشوائية سوى تأمين حاجياتهم الأساسية اللازمة لاستمرار الحياة دون الأخذ بالاعتبار المخاطر التي يشكلها الفيروس.
في ساعات الصباح الأولى ينطلق يزن المحمد (14 عاماً)، برفقة والده إلى العمل في ورشة لتصليح المركبات، ليساعده في تأمين مصاريف أسرته النازحة من إدلب.
ويقول إنه وجد في عطلة المدارس، فرصة للعمل والحصول على بعض المال، دون أن يدرك ضرورة المكوث في خيمته لتجنب انتقال أي عدوى محتملة للفيروس.
وسجلت منطقة شمال غربي سوريا الخاضعة لسيطرة تنظيم “هيئة تحرير الشام” والفصائل الموالية لتركيا حتى الآن /62/ إصابة بالفيروس منها حالات إصابة في مخيمات النازحين وفق الأرقام المعلنة.
لكن مصادر ناشطة في المنطقة يقولون إن الإحصائيات المعلنة غير حقيقية.
في كل مساء يجتمع عدنان العبود (11 عاماً) في ساحة المخيم بأصدقائه للعب كرة القدم بعيداً عن مظاهر العزل والوقاية الصحية.
وعلى بعد أمتار تقوم عائشة البكري (12 عاماً) بمساعدة والدتها في غسل ملابس أخوتها الصغار حيث يلعبون طوال اليوم بالأتربة، وتعتقد الفتاة أن “الحفاظ على نظافتهم يبعد عنهم المرض”.
وقالت والدة عائشة لـ “نورث برس”، مفضلةً عدم الكشف عن اسمها: ” يستحم أطفالي مرة واحدة أسبوعياً بسبب قلة المياه في المخيم. لا أملك سبيلاً آخراً لحمايتهم”.
ومن جهة أخرى أشارت أم كمال وهي نازحة من مدينة خان شيخون بريف إدلب: “المخيم يفتقر إلى نقطة طبية لعلاج أو فحص المرضى في حال ظهرت على أحدنا أعراض الوباء.”
وأضافت: “لا يوجد وعي صحي لدى الجميع، حيث أن أغلبية النازحين ليس لديهم أدنى فكرة عن طرق الوقاية من المرض.”
وأشارت أم كمال وهي مرتدية كمامة مصنوعة من القماش إلى أنها تقوم بصنع الكمامات لأطفالها من بقايا قماش الملابس البالية والقليل من المطاط. كوسيلة لحمايتهم.
وقالت: “يكفينا الخوف والفقر والتشريد. (…)، مو ناقصنا كورونا بهاي الظروف الصعبة.”
وقبل أسبوع أعلنت “وحدة تنسيق الدعم” العاملة في شمال غربي البلاد عن أول حالة وفاة في محافظة إدلب لامرأة نازحة تقطن مخيماً بالقرب من مدينة سرمدا شمال إدلب.
وفي وقتٍ لاحق، حذر “فريق منسقو الاستجابة” بإدلب من أن المخيمات تدخل “مرحلة الخطر” بعد تسجيل إصابات فيها، تزامناً مع ضعف المنظومة الصحية فيها.
وقال محمد وليد التامر وهو رئيس نقابة الأطباء التابعة لـ “حكومة الإنقاذ”: “نحن أمام أزمة كبيرة قد تصل إلى حدّ الكارثة بسبب انتشار كورونا في المخيمات وعدم توفر الإمكانات الصحية والوقائية”.
وأضاف لـ “نورث برس”: “هذه المخيمات تأوي نحو مليون نازح وتشهد غالباً حالة من الاكتظاظ بسبب تجمع النازحين في الخيام.”
وأضاف: “أكثر ما يحتاج إليه النازحون هو الكمامات والمياه والصابون.”