وجهاء وقياديون بريف حلب الشمالي يدعون لإطلاق عملية عسكرية ضد مناطق سيطرة الفصائل المسلّحة

حلب – نورث برس

يرى وجهاء وقياديون بريف حلب الشمالي ضرورة إطلاق عملية عسكرية ضد الفصائل المسلّحة التابعة لتركيا في مناطق إعزاز وجرابلس وعفرين، ووجوب إنهاء التواجد التركي في الشمال السوري.

وقال محمد ديبو نعناع، مختار مدينة حريتان بريف حلب الشمالي وأحد وجهاءها، لـ”نورث برس”: “لا يمكن التغاضي عن ممارسات الفصائل المسلّحة في عفرين وإعزاز”.

وأضاف أن “ريفنا يعتبر الأهم لحلب اقتصادياً وأمنياً لكنه في خطر بسبب هذه الفصائل التي تمثّل تهديداً استراتيجياً لمحافظة حلب ككل، ريفاً ومدينة”.

وقال: “لا بُدَّ من إطلاق عمل عسكري، ولا يجب أن يكون محدوداً ومقتصراً على تأمين طرقات وبضع بلدات تهمُّ روسيا، بل يجب أن يكون شاملاً بحيث يشمل عفرين وإعزاز وحتى الباب وجرابلس”.

وأشار إلى أن أبناء حريتان وحيّان ونُبُّل والزهراء ومُهَجَّري عفرين المتواجدين في تل رفعت وفافين لن ينعموا بالأمان في ظل تواجد عشرات الفصائل المسلّحة المتشددة ذات الفكر السلفي الأخواني على مرمى حجر منهم.

وشدد على أن “هيئة تحرير الشام في إدلب لا تختلف فكرياً عن فصائل الجيش الوطني المتواجدة في ريف حلب الشمالي، ولا بُدَّ من محاربة الهيئة في إدلب أيضاً”.

ومع تداول أنباء عن إطلاق عملية عسكرية للحكومة السورية وحليفتها روسيا في محافظة إدلب، قال عبد الكريم الأشقر، وهو عقيد متقاعد في القوات الحكومية من بلدة الزهراء: “الحشود العسكرية على تخوم إدلب تنبأ بعمل عسكري وشيك”.

وتهدف العملية لانتزاع إدلب من قبضة جبهة النصرة وإخراج تركيا وتأمين طرق M4 الذي يشكّل أهمية استراتيجية لروسيا وقاعدتها العسكرية في الساحل السوري، بحسب كلامه.

وأضاف “لكن اقتصار العملية على إدلب يعني أن تركيا لا تزال تمسك بورقة الشمال السوري التي قد تبرزها بوجه روسيا والحكومة السورية متى شاءت”.

وقال: “لذلك يجب أن تكون العملية العسكرية شاملة تضع في حساباتها عفرين التي تشكّل بيضة القبان لأي جهة تسيطر عليها”.

وفيما يخصُّ القصف المتكرر الذي تنفّذه تركيا والفصائل المسلّحة على تل رفعت ومحيط نُبُّل والزهراء، قال “كان بمثابة ناقوس خطر للأهالي في الريف الحلبي الشمالي الخاضع لسيطرة الحكومة”.

وعدَّ “الأشقر” القصف المتكرر للفصائل بمثابة مقدمة لعمل عسكري تركي يهدف للسيطرة على مجمل المنطقة وصولاً لأطراف حلب الشمالية، على حدِّ قوله.

واستند في ذلك إلى أنّ الـأتراك يمتلكون نقاط مراقبة ضخمة هي أشبه بقواعد عسكرية على مرمى حجر من تواجد القوات الحكومية في محيط حلب، وهي نقاط حصينة على تلال حاكمة في عمق المناطق الخاضعة للسيطرة الحكومية، بحسب تعبيره.

ويشهد ريف حلب الشمالي قصفاً متكرراً من قبل الفصائل المسلّحة التابعة لتركيا يستهدف المدنيين في منطقتي تل رفعت ودير جمال والقرى المحيطة بهما والتي تأوي مُهَجَّري منطقة عفرين وكذلك محيط بلدتي نبل والزهراء.

وتنتشر الفوضى والفلتان الأمني في مناطق سيطرة تلك الفصائل المسلّحة مع استمرار التواجد العسكري التركي فيها.

وقال عبدو عكل البيج، قيادي في لواء القدس التابع للقوات الحكومية، والذي تتواجد قوات عسكرية تابعة له في مناطق حيّان وعندان وبيانون بريف حلب الشمالي، إنّ “تحضيرات العملية العسكرية في إدلب شارفت على النهاية”.

وأضاف أن “معظم القوى العسكرية بمختلف التشكيلات العسكرية السورية من جيش وقوى رديفة إضافة لقوات الأصدقاء والحلفاء باتت جاهزة على تخوم إدلب”.

لكنه أشار إلى أن المعركة المُرتَقبة ستختلف عن سابقاتها من حيث القوة القتالية ونوعية الأسلحة، أما بالنسبة لريف حلب الشمالي فهو ضمن الحسابات العسكرية للجيش السوري دفاعياً بالوقت الراهن.

فالقوى المتواجدة في ريف حلب “سيكون من واجبها التصدي لأي محاولة للفصائل التابعة لتركيا للسيطرة على تل رفعت ومحيط نبل والزهراء، وكل ما يشاع عن اتفاق روسي-تركي لتسليم تل رفعت مقابل إدلب محض أكاذيب”، وفقاً لكلامه.

وقال إنهم تلقوا التعليمات بالردِّ على أي “عدوان تركي بحزم ومنع أي محاولة تقدّم”.

ومع أنباء عن قرب شنِّ قوات الحكومة السورية، وبضوء أخضر روسي، عمليةً عسكريةً انطلاقاً من جنوب إدلب، يزداد قلق تركيا التي تستمر في إرسال الأرتال العسكرية التركية إلى النقاط والمعسكرات التركية في منطقة “خفض التصعيد” بريف إدلب.